اعلن ناشطون حقوقيون مبادرة، تحت عنوان «شرطة لشعب مصر»، للتعامل مع مشكلة الغياب الأمنى وإعادة بناء جهاز الشرطة، طرحت من خلالها رؤية لاستعادة الأمن وإعادة بناء جهاز الشرطة.
وأسس الناشطون مبادرتهم على تطهير جهاز الشرطة ومراقبته ومحاسبة أعضائه، وتأكيد طبيعته المدنية،
وتحويله إلى مزيد من المحلية، وتبنت شعار «التغيير لا الإصلاح»،
منهجا للتعامل مع أزمته الحالية.
وضم فريق عمل المبادرة المقدم السابق فى الداخلية،
دكتور محمد محفوظ، والأستاذ فى كلية حقوق القاهرة، عمرو الشلقانى، والمخرج السينمائى تامر السعيد، والحقوقيين أحمد سيف الإسلام،
وأحمد راغب المحامى، ومالك عدلى، وغادة شاهبندر،
والسيد إبراهيم، وحسام بهجت، وماجدة بطرس،
وهدى نصر الله، ومدير البرنامج الأكاديمى «المرافعة فى جرائم الأمن القومى»
بجامعة تكساس الأمريكية، أحمد غبور،
وإخصائى التسويق، محمد بكرى.
ولفتت المبادرة إلى أن هناك شعورا متزايدا بين المصريين
بأن التقصير الأمنى أقوى أسلحة الثورة المضادة،
واستمراره يؤدى إلى استمرار شعور المواطنين بعدم الأمان،
مما قد يؤدى إلى قبولهم بعودة الممارسات السيئة للداخلية
فى مقابل مستوى أعلى من الأمن،
واستمرار تعطل عجلة الاقتصاد،
واستمرار مبرر وجود قوات الجيش فى الشارع،
وهو ما قد يؤدى تدريجيا لتصاعد التوتر بين الجيش والشعب.
ووضعت المبادرة «إجراءات فورية»، ترى أنه من الواجب اتباعها،
أولها استكمال تطهير أجهزة الأمن من القيادات والعناصر
المتورطة فى جرائم ضد الشعب، وإيقاف الضباط المتهمين
فى قضايا قتل الثوار عن العمل حتى انتهاء محاكماتهم،
وكذلك إيقاف أعضاء المجلس الأعلى للشرطة
فى الفترة من ٢٥ يناير حتى ٦ مارس ٢٠١١،
عن العمل وإحالتهم إلى مجلس التأديب،
واتباع نفس الإجراء مع نواب مديرى الأمن،
ومساعدى مديرى الأمن للأمن العام،
ومديرى إدارات البحث الجنائى بالمديريات ومديرى إدارات الأمن المركزى
ومديرى قوات الأمن، ومديرى إدارات وأفرع مباحث أمن الدولة
بجميع المحافظات التى شهدت سقوط قتلى ومصابين خلال الثورة،
بالإضافة إلى الضباط والأفراد الذين تورطوا فى
انتهاكات لحقوق المواطنين أو فساد.
وطالبت المبادرة، وزير الداخلية، منصور العيسوى،
بإصدار توجيهات واضحة للشرطة بالامتناع تماماً
عن أى عمل يمكن أن يؤثر على سير المحاكمات، كالاتصال،
سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، بأهالى الشهداء أو المصابين أو الشهود،
لترهيبهم أو ترغيبهم، والإعلان عما توصلت إليه التحقيقات بشأن قناصة الداخلية.
محاكمات علنية
كما دعت مجلس القضاء الأعلى ورؤساء المحاكم
بالسماح بتصوير جلسات هذه المحاكمات التاريخية.
واقترحت المبادرة إجراءات أخرى تتعلق بتنقلات وظيفية وجغرافية،
منها نقل جميع ضباط وأفراد إدارات البحث الجنائى
على مستوى الجمهورية إلى أعمال الشرطة النظامية،
واستبدالهم بعدد من الضباط والأفراد المشهود لهم بحسن السيرة والسلوك،
وإجراء حركة تنقلات عامة واسعة على مستوى الجمهورية؛
وحركة تنقلات داخلية على مستوى كل محافظة، لتغيير الوجوه،
مما يساهم فى كسب ثقة المواطنين،
وكذلك زيادة الاستفادة من مجندى الأمن المركزى،
مؤقتا، فى أعمال الدوريات الأمنية.
رقابة ومتابعة
ووضعت المبادرة مقترحات أخرى خاصة بالرقابة والمتابعة والمشاركة،
طالبت خلالها بتفعيل خطوط تليفون تلقى البلاغات،
وإعلانها وإخضاعها للتسجيل والرقابة،
وإرساء آليات لمساءلة ومحاسبة كل مسئول أمنى عن أى خطأ مهنى
أو قصور أمنى فى المنطقة الخاضعة لمسئوليته،
وتفعيل الرقابة على أعمال الشرطة،
وكذلك تفعيل الرقابة المجتمعية على أعمال الشرطة،
بالسماح لممثلى منظمات المجتمع المدنى
بالدخول إلى مقار الشرطة فى أى وقت، وبدون سابق إخطار،
وتفقد أماكن الاحتجاز وأحوال المحتجزين بها،
والحصول على المعلومات التى يطلبونها.
كما اقترحت المبادرة تفعيل المشاركة الشعبية،
ودعت لتفعيل اللجان الشعبية، للمساهمة فى حراسة وتأمين الممتلكات،
والإبلاغ عن المخالفات، بالتعاون مع الشرطة.
حوار مجتمعى
وعلى المدى البعيد، طرحت المبادرة
حزمة مما وصفته بـ«التغييرات الهيكلية والتعديلات التشريعية»،
وطالبت بإقامة حوار مجتمعى حولها،
بما يجعلها سياسة معتمدة لأى حكومة تتولى المسئولية.
وتضمنت تلك المقترحات مراجعة التوصيف الوظيفى لوزارة الداخلية،
عن طريق تبنى حزمة من التعديلات التشريعية الواسعة النطاق
والتى ترسخ بوضوح وجلاء حدود الدورين «الوقائى»
و«الجنائى» لأجهزة الأمن فى المجتمع كما ترسم الخطوط الحمراء
التى لا ينبغى تجاوزها وتضع العقوبات الرادعة لتخطيها.
ودعت المبادرة إلى تعيين وزير سياسى للداخلية،
يتعامل مع الشعب بمنطق المواطن وليس بمنطق الوزير الأمنى المعتاد،
وتحويل جهاز الأمن من المركزية الشديدة إلى المحلية
فى اتخاذ القرار والمساءلة، مع تفعيل ذلك بتبنى نظام انتخاب المحافظين،
ليصبح «الارتفاع بمستوى الخدمات الأمنية» أحد عناصر
البرنامج الانتخابى للمرشحين بالمحافظة،
مع السماح بوجود جهاز واحد فقط له اختصاص عام فى الجمهورية
يتولى متابعة الظواهر الإجرامية التى تفوق قدرات أجهزة الشرطة المحلية.
وفيما يتعلق بكليات الشرطة ومعاهدها،
دعت المبادرة إلى «تعديل جذرى» لنظام الدراسة،
بما يكرس من الطبيعة المدنية للجهاز الأمنى،
عن طريق إلغاء المادة ١٤ من قانون أكاديمية الشرطة
التى تخضع الطلبة لقانون الأحكام العسكرية؛