أكد عبدالعزيز مخيون أنه يرفض المشاركة فى أى حزب أو ائتلاف سياسى مشدداً على أهمية أن يظل مستقلاً وعلى مسافة متساوية من كل التيارات الموجودة على الساحة.
وقال مخيون إن النظام السابق لعب دوراً مؤثراً فى تغييب عقل المواطن عبر وسائل الإعلام الرسمية موضحاً أنه يفكر كثيراً قبل الموافقة على المشاركة فى بطولة أى عمل جديد.
■ كيف ترى المشهد السياسى حالياً؟
- بعد فترة من سقوط نظام الرئيس المخلوع لم يتواجد الشعب فى أماكن اتخاذ القرار، وكان ينبغى بعد هذه الثورة العظيمة أن يمثل الشعب بشكل مباشر لكنه الآن مبعد، وعلى الجانب الآخر كان لابد أن يولد من رحم الثورة التنظيم أو الحزب أو الحركة التى تحمل أهدافها، وما نشاهده الآن هو الانقسام والانشقاق وبلغت درجة الحساسية بين الرفقاء درجة أن يختلفوا على تعريفات سياسية، ويخطئ البعض فى فهم مضمون المسمى أو التعريف السياسى، وبناء على حالة سوء الفهم هذه تحدث حركة فى الشارع، ويسيطر على الإعلام العراك والضجيج، وكان لهذا الخلاف أثر سيئ على وعى المواطن العادى الذى أصيب باليأس وفقدان الثقة.
■ ألا تمثل الأحزاب والائتلافات الموجودة على الساحة الشعب المصرى؟
الممثل الشاب ناصر عبد الحفيظ، أحد أبطال مسرحية «وسّع طريق» التى عرضت مؤخرا على قصر ثقافة الفيوم، هاجم جماعة الإخوان المسلمين، وتحديدا حزب «الحرية والعدالة» الذراع السياسية لها، واتهمه بـ«الخداع» لأنه لم يصارح ممثلى العرض بأنه المنتج الحقيقى لمسرحية «وسع طريق»، وقال لـ«المصرى اليوم»: «بعد أن شاركت بالفعل فى هذا العرض فوجئت بأحد بيانات حزب (الحرية والعدالة) يؤكد أنه أقام هذا العرض فى الفيوم، فقررت الانسحاب منه فورا لأننى لا أحب أن أصنف على حساب تيار معين حتى لا أقضى على مستقبلى المهنى».
وأضاف «ناصر»: «لو كنت أعرف أن هذا العرض إنتاج إخوانى لما اشتركت فيه أبداً، لأن الفن أوسع وأرحب من كل هذه العقول»، مؤكدا أنه اندهش فى بداية العرض لأنه لاحظ عدم وجود ممثلات فى المسرحية، وتساءل: «كيف يقام عرض رجالى مائة بالمائة؟» قائلا: «الآن وضحت الرؤية، فقررت الاعتذار وفسخ التعاقد مع منتج ومؤلف العرض على الغريب».
من جانبه، أكد «الغريب» أنه أوضح لفريق العمل منذ البداية أنه عضو بجماعة الإخوان المسلمين، وقال: «هذه ليست تهمة، أنا عضو بالجماعة لكن فرقتى مستقلة تماما ومتاح لنا تقديم كل الأفكار أيا كانت، ولكن فى إطار احترام أخلاقيات المجتمع وتقاليده»، مؤكدا أنه تلقى دعوة من حزب «الحرية والعدالة» لإقامة هذا العرض المسرحى، وقام بتلبيتها، وقال: «لو دعانا أى حزب لإقامة عرضنا المسرحى عنده سنوافق، والمسألة متاحة لكل الأحزاب»، وبخصوص عدم وجود ممثلات فى العرض، قال: «طبيعة دراما العرض لم تتطلب ذلك، وقد ننتج أعمالا أخرى مستقبلا نستعين فيها بممثلات، لكن بالحجاب أو بارتداء باروكة».
ورفض على الغريب تصنيف فرقته المسرحية على أساس دينى أو أيديولوجى،
قال الكاتب إبراهيم عبد المجيد، إن مليونية الجمعه هى لاسترداد الثورة التى تم اختطافها، وإذا استمرت الأمور تسير بهذا الشكل ولم تحقق مطالب الثورة، لن تكون "سلمية" أكثر من ذلك، وسيخرج الثوار للدفاع عن ثورتهم والقصاص من قتلة الشهداء بأنفسهم، مؤكداً أن مبارك تعمد تحويل الثورة من بعده إلى انقلاب، وترك الحكم للجيش حتى يشعر الثوار باليأس لأنهم لم يستطيعوا الوصول إلى الحكم.
وأضاف عبد المجيد، فى تصريحات خاصة أن المجلس العسكرى لن يترك الحكم بسهولة، لذلك لم يحدث منذ 8 أشهر، أى عمل يساوى قيمة الثورة، خاصة أن التحقيقات مازالت مستمرة بشكل روتينى، وهناك محاولات للالتفاف على تحقيق الديمقراطية، كل ذلك لتحجيم الثورة وتفريغها من أهدافها.
وأكد عبد المجيد أن سر الصراع الذى يحدث الآن بين المجلس العسكرى والثوار، هو عدم قبول المجلس لترك الأمور فى يد الثوار، ويحاول أن يعيد إعادتها إلى نظامها القديم، فالصراع تحول بين ثوار يريدون المحافظة على ثورتهم ويحققون مطالبها ومجلس عسكرى يريد أن يحولها إلى انقلاب، وكأن الهدف الوحيد للثورة هو إبعاد مبارك وليس تغييرا جذريا وشاملا للمجتمع.
وأشار عبد المجيد إلى أن مبارك فى خطابه الثانى يوم 1 فبراير وضع الثوار فى الاختيار بينه وبين انتشار "الفوضى"، ثم أشار عمر سليمان فى حديثه لقناة أمريكية أنه ليس أمام الشعب المصرى سوى الاختيار بين حكم مبارك أو انقلاب الجيش عليه، فظهر هنا المخطط أنه فى حالة ترك مبارك الحكم يتولى شئون البلاد الجيش ولا يتركها للثوار، وهنا تتحول الثورة إلى انقلاب.
وأكد عبد المجيد، أنه يؤيد عزل جميع قيادات الحزب الوطنى السابق، لأنه من حق الشعب المصرى أن يرى برلمانا واحدا بدون هذه الوجوه القديمة التى نراها منذ عشرات السنوات، ولم تقدم أى جديد، فمطالب الثورة هى نظام جديد بمجتمع ووجوه جديدة تحقق ديمقراطية فعلية.
يجب على الثورة أن تحمي نفسها أولاً من الثورة المضادة
صرح الأديب الكبير بهاء طاهر، أن القانون العام يكفي للقيام بدور قانون الطوارئ، وأنه لا جدوى من تفعيل قانون الطوارئ، ويجب على الثورة أن تحمي نفسها من الثورة المضادة، وقال: "كنت أتمنى أن يكون المجلس العسكري مدنيًا أكثر منه عسكريًا، وتخصيص غرفة في مجلس الوزراء لشباب الثورة غير كاف".
وذكر طاهر، أنه "على الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء أن يتذكر دائمًا مقولته (سأعود لميدان التحرير لو التبس على الأمر ولم استطع تنفيذ مطالب الثورة)"، موضحًا أن الثوار في الفترة الأخيرة تم ظلمهم وذلك بسبب إلقاء اللوم عليهم في جميع أحداث الشغب، لافتًا إلى أنه: "لا يجب محاسبة الثوار على تقصير الأمن في التعامل مع أحداث الشغب والبلطجة، خصوصًا فيما يتعلق بأحداث السفارة الإسرائيلية"، مضيفًا: "لا أستبعد أن يكون المتسببين في هذه الأحداث هم فلول النظام السابق"، معترضًا في ذلك على الفئة التي تطلق على نفسها "أبناء مبارك".
وأضاف الأديب الكبير بهاء طاهر، خلال لقاؤه مع برنامج "الحياة اليوم" على تلفزيون الحياة: "بالرغم من كل المحاولات التي تشهدها مصر بعد الثورة والمحاولات التي تهدف لحجب لقب الشهيد، هذا الشرف العظيم بالشهادة عن شهداء الثورة الذين ضحوا بأنفسهم من أجل الوطن، ورغم ما تشهده البلاد من أحداث فإن عجلة الثورة لن تعود إلى الوراء".
وناشد طاهر، خلال لقائه ببرنامج "الحياة اليوم" اليوم الأربعاء الثوار بأن يكون لهم دور مؤسسي في إدارة المرحلة الانتقالية وفي خدمة المجتمع من أجل مستقبل أفضل لمصر، وأن يكون لهم صيغة موحدة معًا للتعبير عن موقفهم، مؤكدًا أن موقفه من محاكمة رموز النظام السابق أبعد ما يكون عن الشماتة، ولكنه أقرب إلى الإحساس باقتراب العدل.