9:35 PM «23 يوليو» و«25 يناير» الجيش والشعب يتبادلان الأدوار | |
اتفق عدد من الخبراء السياسيين والمؤرخين، على أن القاسم المشترك بين ثورتى 23 يوليو و25 يناير، يتمثل فى أنهما أسقطا أنظمة كان الشعب يتعطش لسقوطها، إلا أنهم اختلفوا حول مدى وإمكانية تحقيق أهداف الثورتين قال صلاح عيسى، الكاتب الصحفى والمؤرخ، إن القاسم المشترك بين الثورتين أنهما قامتا ضد نظام حكم أنتهى عمره الافتراضى وضاق به الناس وكانوا يرغبون فى زواله، كما تتشابهان فى أنهما حدثتا بشكل مفاجئ ففى ثورة يوليو وجد المواطنون فى الصباح الدبابات تملأ الشوارع، والجيش قام بانقلاب وعزل الملك فاروق وأعلن بيانه الأول، وهو نفس ما حدث مع ثورة يناير ففى يوم 25 يناير بدأ الأمر بمظاهرات عادية وانتهى بثورة، فالنظام كان ينتظر أن تنتهى هذه المظاهرات بشكل طبيعى كما اعتاد على ذلك، وأضاف: وفيما عدا ذلك فإنهما يختلفان فى كل شىء، فبعد ثورة 23 يوليو كانت السلطة للجيش أما فى بعد 25 يناير فكانت للجماهير، وفى يوليو كانت القيادة لتنظيم الضباط الأحرار، أما فى يناير فتوجد قوى متعددة تتنازع القيادة، بالإضافة إلى الاختلاف فى الأهداف فالأولى كانت لها أهداف عديدة أما الثانية فحددت أولوياتها فى تحقيق الديمقراطية وأوضح عيسى أن ثورة يناير وحتى الآن لم تجتمع على هدف وتحققه سوى سقوط مبارك، وإنهاء نظام استمر 30 عاماً، وبعد سقوط النظام ورأسه لم يجدوا ما يجتمعون عليه، فى حين أن الهدف الأساسى والمحورى الذى يجب أن تركز عليه الثورة هو الحكم الديمقراطى لأنه إذا تحقق سيتحقق باقى المطالب تلقائياً لأن علاج مصر فى الديمقراطية. ولفت إلى أنه يخشى من «فاشية الثورة» مشيراً إلى أن ثورة يوليو بدأت بالإفراج عن المساجين السياسيين والوعد بالعمل بالدستور وإقامة حياة ديمقراطية، ثم تحولت إلى حكم متسلط أدى إلى تحقيق بعض الأهداف وإغفال الباقى، فمصر مرت فى عهد عبدالناصر بالاختيار الشرير وهو العدل ومستوى اجتماعى معين مقابل أن يسكتوا و لا يتظاهروا ولا يستخدموا حقهم فى التعبير، أما فى عهد السادات فقد قال لهم إما أن تتكلموا أو تأكلوا، وأتمنى أن تكون هذه الاختيارات غير موجودة فى ثورة يناير وعليها أن تتمسك بالديمقراطية السياسية والديمقراطية الاجتماعية فإذا لم يحدث هذا سنواجه أزمة كبيرة. وقال الدكتور عاصم الدسوقى، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر والقيادى الناصرى، إن ثورة يناير هى استكمال لثورة يوليو وقد قامت هذه الثورة فى مواجهة تداعيات حكم السادات ومبارك وشعارها هو الحرية والعدالة، نفس شعارات ثورة يوليو. وأضاف أن الاختلاف بين الثورتين يتمثل فى أن ثورة يوليو لها قيادة وتنظيم وهو ما ليس موجوداً فى ثورة يناير، وأيضا ًوصول ثورة يوليو إلى السلطة وبدأ التغيير سريعاً، أما فى يناير لم يصل الثوار للسلطة وذلك لأنها بلا قيادة. وأوضح الدسوقى أن ثورة يناير غير مؤكدة لأنها لم تصل إلى السلطة ولم تحقق أهدافها حتى الآن وكل ما حدث هو إزالة رأس النظام، وأخشى من تبددها بسبب كثرة الائتلافات والتكتلات السياسية. ويرى وحيد عبدالمجيد، الخبير بمركز الأهرام للدراسات، أن ثورة 25 يناير امتداد واتصال لثورات يوليو و19 والثورة العرابية فهى الحلقة الرابعة فى سلسلة ثورات مصر، وأتمنى أن تكون أقواهم والمعيار سيكون بتنفيذ الأهداف، وقال إن كل الثوارات التى قامت كان هدفها تحرر المصريين سياسياً واجتماعياً. وأضاف أن المصريين يتطلعون إلى الحرية والعدالة والحصول على تحرر وطنهم بالكامل، وأن تكون دولتهم قوية، وأخشى من تكرار أزمة الثورات السابقة المتمثلة فى العجز عن تحقيق الأهداف. | |
|
مجموع المقالات: 0 | |