استضاف الإعلامي عمرو الليثي في برنامجه "في الميدان" الذي يقدمه على قناة "التحرير" الشيخ حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية في السويس خلال حرب أكتوبر، تحدث خلالها عن دور المقاومة في الوقوف في وجه العدو الإسرائيلي خلال الثغرة، وتحدث في العديد من النقاط الأخرى.
كتب : حواش منتصر
وخلال الحوار حاول عمرو الليثي أن يعرف من الشيخ حافظ سلامه أسباب كراهيته للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، فقال الشيخ حافظ إنه لا يحب ولا يكره أحد، هو فقط يحب من يخدم مصر ويرفع رأسها، ولكن عبدالناصر ومن معه ضيعوا مصر في حرب النكسة، وأكد الشيخ حافظ سلامة أنه بعد أن علم الرئيس عبدالناصر بدوره في المقاومة، أرسل إليه الرئيس سكرتير عام محافظة السويس واسمه محمد زكي، وقال له إن الرئيس سيمنحه عضوية مجلس الأمة تقديرا لجهوده في المقاومة، فرفضها الشيخ سلامة، وقال لهم ماذا أفعل بها؟ أنا لن أترك المقاومة وميدان المعركة من أجل الحصول على منصب سياسي.
وعندما سأله عمرو الليثي عن رد فعله عندما علم بوفاة الرئيس عبد الناصر قال الشيخ حافظ سلامه، إن بعض الشباب جاءوا إليه أثناء وجوده بمسجد الشهداء بالسويس وأخبروه أن الرئيس عبد الناصر مات وسألوه عن ما سيفعله، فقال لهم لن أفعل شيئا، فأنا لم أفعل شيئا وهو حي فلن أفعل وهو ميت، هذه آجال مقدرة من عند الله، وأنا لن أترك الجبهة والجهاد من أجل حضور جنازة الرئيس عبد الناصر، وأكد الشيخ سلامة أن الرئيس عبدالناصر جاء لزيارته في السويس وكان واضحا من كلام سلامة أنه لم يكن يريد لقاء الرئيس عبد الناصر، حيث قال: الحمد لله الزيارة لم تتم فقبل أن يصل الرئيس عبد الناصر للمسجد المتواجد به الشيخ حافظ جاءته إخبارية بضرورة عودته للقاهرة، فعاد دون أن أقابله.
وأكد الشيخ حافظ سلامة أن جملة "الله أكبر" كان لها عامل السحر في حرب الإستنزاف، حيث كان المجاهدون وجنود الجيش يطلقون صيحات أثناء القيام بعمليات عسكرية ضد الإسرائيليين، ولكن أحد علماء الأزهر لم يعجبه هذا وطلب منهم أن يقولوا "الله أكبر"، حيث أكد سلامه أن فور ترديدها مباشرة أعلن الجيش الإسرائيلي لأول مرة أن المدفعية المصرية تفوقت على المدفعية الإسرائيلية، وأكد سلامة أن يتحدى أي جهة تقول أنها أنفقت عليه وعلى المجاهدين أثناء مقاومتهم للعدو الإسرائيلي، فهو كان يخدم بلده مصر بكل ما كان يملكه.
كما تحدث أيضا عن الرئيس السادات وقال إن الرئيس السادات جاء بخدائع كثيرة، فهو في بدايته طرد الخبراء الروس، وبدأ يتردد على المساجد وكانت هذه خطوة مبشرة حتى نبتعد عن أحضان الشيوعية، ولكن الأمور ساءت بعد ذلك، مؤكدا أنه يتمنى أن يحكم مصر شخصا يرفع رأس البلد عاليا، ويقودها للخير، والصدارة كما كانت، فقد وصلنا لأسوأ حالاتنا، فبعد أن كانت قيمة الجنيه المصري أعلى من الجنيه الذهب، والإسترليني والدولار، أصبح بدون قيمة، لأنه عندما جاءت ثورة يوليو 1952 سحبت كل الأرصدة من الخزائن المصرية، وهو ما أثر تدريجيا على قيمة العملة، حتى أصبح الجنيه السوداني يساوي 7 جنيهات مصرية.
واعترض الشيخ سلامة على الحد الأدنى للأجور الذي حدد بـ700 جنيها، وقال الأفضل أن تقوم الحكومة بتحسين أوضاع الجنيه المصري حتى ترتفع قيمته، وتتضاعف لـ5 أضعاف، متساءلا عن إيرادات قناة السويس البالغة 6 مليارات دولار سنويا، وعن مصيرها بعد ثورة 25 يناير، فهذه الإيرادات كانت تذهب لرئاسة الجمهورية في فترة من حكم الرئيس السادات، وفي كل حكم الرئيس السابق مبارك، وكان مبارك يأخذ هذه الأموال تحت اسم مخصصات رئاسة الجمهورية، وقال الشيخ سلامة الآن لا يوجد رئاسة جمهورية، وتساءل عن القيمة الدولارية لكل عائدات هيئة قناة السويس، هذه إذا دخلت الخزانة كانت "فرفشتنا"، وقللت من المعاناة الاقتصادية للمصريين.
وعندما أخبره عمرو الليثي أن الدكتور سمير رضوان وزير المالية السابق أخبره أن إيرادات قناة السويس، تدخل الموازنة العامة للدولة، فرد عليه الشيخ سلامة قائلا: أقول لسمير رضوان إن الوزير الذي سبقك ووصفه بالحرامي بطرس غالي، أنا من أبلغت عنه النائب العام وأمددتهم بالمستندات الدقيقة التي تؤكد مخالفاته، وسرقته لسيارات الجمارك، وأقول له أنت تتحدث عن تاريخ و"بلاش مغالطة".
وأكد سلامة أنه أرسل إنذارا للرئيس السابق مبارك يوم 21 يناير الماضي قبل الثورة بـ4 أيام، عن طريق مباحث أمن الدولة وتضمنت الرسالة طلبات بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين وإلغاء الطواريء وعدد من المطالب الأخرى، وأعطى سلامه لمبارك مهلة 48 ساعة لتحقيق المطالب، وبعدها سأل مباحث أمن الدولة فقالوا له إنهم رفعوا الإنذار للرئاسة، ولم يتحقق شيء، وأكد سلامة أنه كتب في الإنذار أنه إذا لم تتحقق المطالب فأنه سينزل للشارع يوم 25 يناير، لتفجير الثورة، وبالفعل حدث، وأشار سلامة إلى أن الثورة بدأت من السويس وليس من ميدان التحرير، وأن دماء أبناء السويس هي من فجرت الثورة.
وقال سلامه إن شعوره الآن أن مطالب الثورة لم تتحقق بعد، وأن النظام القائم لم يقدم شيئا ولم يقم بأي تغيير جذري.