وشارك فيها العديد من النشطاء السياسيين بمختلف توجهاتهم واعضاء من الأحزاب السياسية وائتلافات شباب الثورة من المعتصمين بميدان سعد زغلول الذي شهد اعدادا قليلة في صلاة الجمعة وبعدها بالميدان ولأول مرة.
شهدت ساحة القائد إبراهيم تنظيما جيدا عن طريق اللجان الشعبية من شباب الإخوان لمنع التصادمات, وقد اتفقوا جميعا علي شعار هذه الجمعة بلم الشمل, وفور انتهاء الصلاة, قام عدد قليل من الثوار بترديد هتافات ضد المجلس العسكري, ولكن سرعان ما تدخل العقلاء واقنعوهم بعدم ترديد أية شعارات مخالفة لمطالب الوقفة الاحتجاجية المتفق عليها مع مختلف القوي السياسية, وبعد انتهاء الصلاة أقاموا مؤتمرا بساحة المسجد.
وأكد الشيخ أحمد المحلاوي في خطبة الجمعة بمسجد القائد إبراهيم أن المتظاهرين من جميع الأطياف الدينية والسياسية والقوي الوطنية يؤيدون الذين يطالبون باقامة دولة مصرية مدنية, ولكن غير بوليسية يحكمها مدنيون يختارهم الشعب بإرادة غير مزيفة موضحا عدم قيام مسيرة وإنما تكون وقفة احتجاجية تنتهي مساء اليوم والاحتجاجية ليست ضد أحد وأنما جاءت لتمسح جراح الأيام الماضية مستنكرا أحداث العباسية التي أقرت أعين دولتي أمريكا وإسرئيل والعدو الخارجي, قائلا إن التغيير والتعبير ليس بالايدي وأنما بالحكمة والعقل رافضا المظاهرات الفئوية والاعتصامات, مؤكدا أن الاختلاف باستخدام الحجارة من صفات الدواب التي تستخدم قوتها الجسدية, ضاربا مثالا باختلافات صحابة الرسول عليه الصلاة والسلام ولكنهم كانوا يعالجون خلافهم بالعقول والحكمة وليس الصراع, وقال إنه يكفي للمجلس العسكري والجيش المصري فخرا بأنه لم يطلق رصاصة واحدة علي المتظاهرين وحمايته للثورة منذ بدايتها ونطالبه بوضع جدول زمني محدد لتسليم السلطة للشعب الذي قال كلمته ومحاكمة قتلة الشهداء والغاء المحاكمات العسكرية السابقة ضد أصحاب الرأي الحر واخراج جميع سجناء الرأي من أجل معارضتهم النظام السابق بعد فضائحه التي ارتكبها ويحاكم من أجلها حاليا وأصبح الآن لا عذر للمجلس ولا الحكومة أيضا في محاكمتهم لتستقر الأمور, موضحا انه كان علي الدكتور شرف رئيس الوزراء إعلان اسماء المحافظين قبل حلفهم اليمين حتي يقبلهم ويتعامل معهم الشعب.
ومن جانبه اكد الدكتور محمد سليم العوا المرشح المحتمل للرئاسة والذي شارك في تظاهرة القائد إبراهيم ضرورة اجراء الانتخابات البرلمانية لأنها المعبرة عن إرادة الشعب, مؤكدا ان المجلس العسكري قد قام بواجبه بأنقاذ الثورة وحمايتها وإدارة شئون البلاد موضحا أن الاستقرار هو اساس بناء النظام, مشيرا إلي أن الحكومة الانتقالية لا تملك معايير الاصلاح لأنها مؤقتة, وجاءت في خلال مرحلة انتقالية ولكنها مطالبة بتلبية مطالب الثورة. حيث أكد حسين إبراهيم امين حزب الحرية والعدالة بالإسكندرية أن التظاهرة تهدف لتأكيد إرادة الشعب وتفعيل الديموقراطية التي ظهرت في نتائج التعديلات الدستورية التي رسمت خارطة طريق نحو بناء المؤسسات الدستورية التشريعية, بالإضافة إلي أن نتائج التعديلات التي وضعت قضية الانتخابات أولا من اجل بناء البرلمان باعتباره مؤسسة رقابية وتشريعية, موضحا ان نتائج التعديلات الدستورية أعطت الشرعية للمجلس العسكري لإدارة شئون البلاد, مؤكدا ان التعديلات الدستورية وضعت جدولا زمنيا للانتخابات البرلمانية ولجنة صياغة الدستور الجديد من خلال جمعية تأسيسية منتخبة ثم الانتخابات الرئاسية.
وأضاف طاهر عبدالمحسن القيادي بجماعة الإخوان وأمين التثقيف بحزب الحرية والعدالة ان التظاهر يرفض وضع مبادئ فوق دستورية لأن الدستور هو أعلي مراتب القانون وهو الفاصل والحكم بين مؤسسات الدولة وأن رغبة البعض في التوافق علي مبادئ فوق دستورية هو التفاف علي إرادة الشعب وأغلبيته التي ظهرت في الانتخابات وأن اجتهاد بعض القوي السياسية في عمل وثائق توافقية تحمل مبادئ عامة هو أمر جيد كإعداد وأوراق عمل أمام الجمعية التأسيسية لاصدار الدستور الجديد وليس بمبادئ مقدسة.
وأشار المهندس عبدالمنعم الشحات المتحدث الإعلامي باسم الدعوة السلفية إلي أن التظاهرة لا تهدف إلي الشقاق او فصل القوي السياسية مؤكدا في تصريحات للأهرام وجود توافق بين جميع القوي السياسية علي حقوق الشهداء وضرورة محاكمة الفاسدين ورموز النظام السابق والقصاص من الضباط قتلة الشهداء واستمرار المحاكمات العلانية مع التأكيد علي تطهير وزارة الداخلية ومحاكمة الضباط المتورطين في قضايا التعذيب وخاصة من ضباط أمن الدولة خاصة أن جرائم التعذيب لا تسقط بالتقادم.
وأكد المهندس مدحت الحداد رئيس المكتب الإداري لجماعة الإخوان انه ضد الاعتصامات مع ترشيد التظاهرات من أجل توفير الاستقرار لبناء وطن ونظام جديد مؤكدا أن الشعب المصري لم يعط تفويضا لمعتصمي التحرير وأن أعمال قطع الطرق بالإسماعيلية والسويس والإسكندرية وغلق مجمع التحرير ليست بالأحداث التي تعبر عن الثورة.
فيما توافقت القوي الإسلامية السياسية في ساحة القائد إبراهيم علي انهاء التظاهر عصر أمس وعدم الاعتصام أو التواجد في ميدان سعد زغلول الذي يمثل القوي الليبرالية وحركة6 أبريل وكفاية وأن رسالة القوي السياسية الإسلامية قد وصلت من خلال الحشود والاعداد التي تتواجد في الميدان.