8:55 AM توقيع "مائة خطوة من ميدان التحرير" بمكتبة "الكابينة" الجمعة | |
هبة إسماعيل وقد نال الكتاب ترحيبا كبيرا من الوسط الثقافي، خصوصا أنه أول كتاب صدر عن أحداث ثورة يناير. ومما جاء فيه: "لم أخرج بعد للمظاهرة، كل يوم أقضى في الميدان من ثلاث إلى أربع ساعات، أنزل إلى الميدان وداخلي شعور أننى أرغب في عمل شيء ما كبير بحجم الثورة، أذرع الميدان جيئة وذهابا بحثا عن شيء ما، كأن ثمة شيء ينتظرني لأفعله فأصبح جزءا من هذا الشيء الذي يجرى أمامي، لا يمكنني اخذ قطعة من هذا الشيء، أسير في مظاهرة وأردد الهتافات رافعا ذراعي لأعلى "يا سوزان صحي البيه كيلو العدس بعشرة جنيه"، أو أقف في مظاهرة ثابتة مثل المظاهرة الضخمة شرق الميدان أمام مطعم هاردييز، أو تلك التي أمام كنتاكى وأردد بحماس "هيلا هيلا هيلا والليله آخر ليله"، ولا يمكن اقتناص الشيء، بالرغم من ذلك لا أتصور عدم الذهاب، شغف غريب يجتذبني للعودة دائما، رغم العناء، رغم الخطورة الشديدة، رغم اجتياز البوابات الأمنية العنيد والخضوع للتفتيش الذاتي، وأتوجس دائما من انفضاض هذا الشيء، لذلك أرغب في تسجيل أكبر قدر ممكن مما رأيت، لا يمكننى التعويل على الذاكرة فقط، ربما اكتفيت اليوم بالكتابة و بمراقبة المشهد من البلكونة، إلى أن يقوم المختصون بالمتاريس الأربعة في شارع قصر النيل بالإمساك بمقشات وكنس الشارع، لقد كنسوا مساحة كبيرة، أكيد ما دفعهم لذلك هو الهدوء النسبي، على جبهات قذف الحجارة، لا ظهور اليوم للبلطجيه أمام متراس طلعت حرب. صارت هذه اللجان الأمنية، هي المسيطرة في محيط وسط البلد على مرحلتين، الأولى: حين ابتلع الحوت جميع قوى الأمن المركزي والبوليس المصري، فاختفى من جميع محافظات ونجوع وقرى وشوارع وحارات جمهورية مصر العربية في تمام الساعة الخامسة من يوم جمعة الغضب، والثانية يوم الأربعاء المسمى: بموقعة الجمل". | |
|
مجموع المقالات: 0 | |