في جمعة «الإرادة الشعبية ووحدة الصف»، فيما غابت عن هذه الجهود الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح الداعية لجمعة الغد وقوي سلفية رئيسية مثل الدعوة السلفية بالإسكندرية، وسط إجماع من كل القوي الإسلامية علي رفض المبادئ الحاكمة للدستور.
اتفقت جبهة الإرادة الشعبية، إحدي القوي الإسلامية المشاركة في مليونية «الإرادة الشعبية» وائتلاف شباب الثورة وبعض القوي الوطنية علي سبعة مطالب توافقية سيتم رفعها في مليونية الغد، وهي إعطاء صلاحيات كاملة للحكومة للبدء في اتخاذ إجراءات عملية في ملف التطهير للفساد الإداري والمالي، وسرعة محاكمة مبارك وجميع أركان نظامه، وتنفيذ الوعود المقدمة بخصوص محاكمة قتلة الثوار، وفتح التحقيق في ملف القناصة، وتحديد جدول زمني واضح للانتخابات البرلمانية والرئاسية، وتحديد صلاحيات المجلس العسكري، وتحديد موعد تسليم إدارة الدولة لسلطة مدنية منتخبة، ورفض قيام المجلس العسكري بوضع تشريعات وإصدار قرارات وقوانين بشكل منفرد توثر علي مستقبل مصر، (مثل قانون مجلسي الشعب والشوري ووضع بنود حاكمة للدستور، ووضع محددات الجمعية التأسيسية التي ستضع الدستور، وقانون يجرم المظاهرات والاعتصام)والإسراع بصرف مستحقات المصابين وتعويض أهالي الشهداء، ووقف المحاكمات العسكرية للمدنيين وإعادة محاكمة كل من أدينوا منهم أمام محاكم طبيعية.
وأكد المهندس محمد سامي المتحدث الإعلامي باسم جبهة الإرادة الشعبية أن الهدف من هذه المطالب التوافقية إعادة المشهد الرائع الذي كان عليه الشعب المصري خلال ثورة 25 يناير، إضافة إلي حرصنا علي صالح مصر، خاصة أننا في مرحلة لا تحتمل أن تنفرد أي جهة بقرارات تؤثر علي مستقبل مصر، بدون تفويض من الشعب.
واتفق 26 قوة وحزبا وحركة وائتلافا أبرزها أحزاب الحرية والعدالة، والمصري الاجتماعي الديمقراطي ومصر الحرية، والتيار المصري، والجماعة الإسلامية، والائتلاف الإسلامي الحر، وائتلاف شباب الثورة، علي 5 مطالب توافقية في جمعة «الإرادة الشعبية ووحدة الصف» كما سموها.
وحددت هذه الكيانات ـ في اجتماع مساء أمس الأول ـ وقف المحاكمات العسكرية للمدنيين، وإعادة محاكمتهم أمام المحاكم الطبيعية، والإسراع نحو محاكمة قتلة الثوار وتعويض أسر الشهداء وتكريمهم تكريما لائقا، وتخصيص دوائر بعينها لمحاكمة رءوس الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية ورفع مستوي المعيشة بتحديد حد أدني للأجور 1200 جنيه وحد أقصي، والإسراع بإصدار قانون الضرر، وتأكيد مشروعية تحقيق هذه الأهداف بالإرادة الحرة والنضال السلمي. وأسفر اجتماع بميدان التحرير أمس حضره ممثلو تيارات إسلامية وشباب الثورة، وأحزاب سياسية أبرزها ائتلاف شباب الثورة، واتحاد شباب الثورة، والجبهة الحرة للتغيير السلمي، وأحزاب الوسط والنور السلفي والكرامة ومصر الحرية والجماعة الإسلامية ـ عن اتفاق علي أن تكون جمعة الغد توافقية يتوحد فيها الجميع من أجل استكمال مطالب الثورة وأهدافها حتي النهاية انطلاقا من الإرادة الشعبية، ووحدة الصف وصولا للاستقرار المنشود.
واتفق المجتمعون علي حق المعتصمين في إنهاء أو فض الاعتصام مع تأكيد حماية المؤسسات العامة والمصالح الحكومية ومصالح المواطنين، وإعلان روح الإخوة والمحبة بين جميع التيارات والقوي ورفض التخوين والتخويف الصادر من أي جهة سياسية وإعلامية، وبناء توافق وطني لاستكمال مطالب الثورة وعلي رأسها الشروع الفوري بتنفيذ الإجراءات الكفيلة بتحقيق العدالة الاجتماعية، والتطهير الفوري والشامل لمؤسسات الدولة، ومطالبة المجلس العسكري بعدم الانفراد بإرادة الشعب الانتقالية، وتفعيل ما اتخذ من إجراءات بحق أسر الشهداء.
ومن ناحية أخري كثفت القوي الإسلامية استعداداتها لمليونية «الإرادة الشعبية» عن طريق حشد المواطنين للمشاركة باستخدام كل الطرق والأساليب المتاحة، وأكد الدكتور محمد يسري إبراهيم الأمين العام للهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح أنه تم اتخذا كل التدابير لإنجاح مليونية «الإرادة الشعبية» والتي من المنتظر أن يصل عدد المشاركين فيها 4ملايين شخص بميدان التحرير من جميع القوي السياسية باختلاف توجهاتها وانتماءاتها، يحضرون من جميع المحافظات، حيث سيتم تنظيم رحلات من جميع المحافظات يتجاوز عددهم مئات الآلاف، كما سيتم تنظيم وقفات احتجاجية في جميع الميادين في كل محافظات يشارك فيها الملايين.
وأوضح أنه تم إيصال رسائل لطمأنة معتصمي التحرير بشكل مباشر وعملي من خلال نزول مجموعات كبيرة من الشباب من مختلف أطياف التيار الإسلامي إلي الميدان أمس الأول لبعث رسائل الطمأنة وإزالة المخاوف وإعطاء وعود بسلمية المليونية وتوافقها مع مطالب الشعب المصري.
وأشار إلي أنه تم عمل مجموعات لإيصال الخدمات التي يحتاج إليها المتظاهرون من المياه والخدمات الصحية ورعاية ذوي الاحتياجات الخاصة في الميدان للإسعاف والتأمين الطبي، حيث تم إنشاء مستشفي ميداني به عدد كبير من الأطباء والصيادلة، كما تم تشكيل مجموعات لحماية وتأمين الميدان من أي تصرفات غير حضارية، وتوفير كل ما يحتاجه الميدان والمنصات من احتياجات ولوازم فنية.
وأكد الدكتور محمد يسري أن هذه مليونية «الإرادة الشعبية» تبعث بعدة رسائل أولاها إلي المجلس العسكري ومجلس الوزراء بأن التيار الإسلامي هو القوة الحقيقية والضاربة للشعب المصري وأنهم في كل الأحوال وفي جميع التقديرات لا يصلح بحال تجاوزهم أو إغفالهم في حزمة سياسية مقبلة وأن رفضهم لفكرة المبادئ فوق الدستورية أمر لا يمكن تجاوزه أو القفز عليه.
والرسالة الثانية إلي الشعب المصري وهي تحمل أنواعا من الطمأنينة والهدوء وإظهار المودة والقرب والبعد عن العنف والتوتر، والرسالة الأخري إلي القوي السياسية وهي إظهار الفعالية والتأثير والقوة العملية للتيار الإسلامي، وهذه الرسالة قد وصلت قبل أن تبدأ المليونية وقد ظهر هذا في مبادرات تلك القوي الحثيثة للتوافق مع التيار الإسلامي في هذه المظاهرة المليونية.
ونفي الدكتور محمد يسري الشائعات التي ترددت عن نية تأجيل المليونية أو تحويل وجهتها أو تطويعها أو الالتفاف علي مسارها مؤكدا أن المليونية ستنطلق غدا لتعلن عن رفض جميع حركات الالتفاف حول الاستفتاء الشعبي والمسار الذي ارتضاه الشعب المصري للخروج من الأزمة السياسية، وتنتهي المليونية بعد صلاة المغرب.
وبدأ الإسلاميون التوافد علي ميدان التحرير من أمس، ومن المتوقع أن يصل عدد كبير منهم مساء اليوم من جميع محافظات مصر للمبيت بالميدان لإعداد الترتيبات الخاصة لإنجاح المليونية، وتم إسناد مهمة تأمين مداخل الميدان للإخوان لما لهم من خبرة كبيرة في هذا المجال، علي أن تقوم باقي التيارات الإسلامية وغيرها بالتأمين من الداخل.
وتعتبر هذه أول مليونية تشهد مشاركة هذا الكم الكبير من علماء التيار السلفي والإخوان والأزهر والجماعة الإسلامية، حيث من المنتظر أن يوجد عدد كبير بميدان التحرير منهم المشايخ محمد عبد المقصود، وسعيد عبد العظيم وعمر عبد العزيز، وطلعت عفيفي ونشأت أحمد، وصفوت حجازي، وعبد الرحمن البر، وعبد الستار فتح الله، وخالد صقر، وصفوت عبد الغني، وعلي غلاب، وعبد المنعم الشحات، ومصطفي دياب، ويونس مخيون، ومحمد يسري إبراهيم، وحاتم الديب، وصلاح عبد المعبود، ومسعد أنور، وحازم شومان، ومحمد الكردي، وحسن أبو الأشبال، وحسن العدوي، ومازن السرساوي، وهشام أبو النصر.
وطالبت القوي الإسلامية أن يكون الشيخ محمد حسان خطيب الجمعة بالميدان، واشترط أن تكون هناك خطبة واحدة بالميدان حتي لا يحدث انشقاق في صفوف المسلمين، وطالب الجمهور مظهر شاهين بالتنازل عن الخطبة لحسان باعتبار أن مظهر شاهين هو خطيب الميدان منذ الثورة، وفي حالة إصراره علي خطبة الجمعة سيعتذر الشيخ محمد حسان، وخلال الساعات المقبلة سيتحدد خطيب الجمعة بالميدان
ومن جانبه أكد الدكتور هشام أبو النصر الأمين العام لحزب النور «السلفي» بالجيزة أنه تم إلغاء المسيرات التي كان من المقرر أن ينظمها الحزب من الهرم والعباسية إلي ميدان التحرير، حفاظا علي انسياب حركة المرور ولعدم تعطيل مصالح الناس، وسيتم نقل المتظاهرين بعد صلاة الجمعة إلي ميدان التحرير حيث سيتم توفير أتوبيسات أمام المساجد، وسيوجد بكل مسجد عدد من الشباب لحشد الناس للمشاركة في المليونية، كما سيتم تخصيص ثلاثة أماكن لتجمع الناس لنقلهم بالأتوبيسات إلي ميدان التحرير وهي الطلبية، وأول الهرم، والجيزة.
ومن جانبه أكد الدكتور حسام أبو البخاري رئيس ائتلاف دعم المسلمين الجدد أنهم عقدوا لقاء مع شباب 6 أبريل بميدان التحرير لتوضيح الحقائق، وإزالة جبال الجليد بين الإسلاميين والتيارات الأخري، والرد علي الشائعات بأننا سنطهر الميدان، وتم الاتفاق مع شباب 6 أبريل علي المشاركة في تنظيم المليونية.
وأكد أن ائتلاف دعم المسلمين الجدد قام بوضع خيمة له في الميدان لنثبت وجودنا في الميدان قبل يوم الجمعة ولإزالة حالة الاحتقان بالميدان، ولوضع الترتيبات والتنظيمات مع جميع التيارات الموجودة بالميدان، ولإرسال رسالة أن يوم الجمعة هو يوم للتوافق وليس نوعا من التنافر وستكون بداية لعودة الثورة إلي مسارها من جديد
وأشار إلي أن الائتلاف سينظم مسيرات بعد صلاة الجمعة من مسجدي الاستقامة بالجيزة والفتح برمسيس إلي ميدان التحرير.
ومن جانبه أكد الشيخ حافظ سلامة أنه سيشارك في المليونية بميدان التحرير ليؤكد رفضه للمبادئ فوق الدستورية والحفاظ علي هوية مصر الإسلامية. ومن جانبه أكد الدكتور يسري حماد المتحدث باسم حزب النور السلفي أن المشاركة في المليونية للتعبير عن رفضهم لمحاولة سرقة إرادة شعب مصر ووضع قوانين حاكمة أو مواد فوق دستورية والتغريد المنفرد خارج السرب وبدون موافقة باقي التوجهات السياسية أو حتي إظهار أن هذه المبادئ ستعرض علي الشعب من خلال استفتاء عام برغم زعمهم أن جماهير الشعب هي الحاكمة.
وأرسل حزب النور رسائل تطمين للمعتصمين أنهم لايسعون لفض الاعتصام، مشيرا إلي أن وقفتهم سلمية وليست موجهة للمعتصمين، وإننا معهم في المطالب العادلة التي اتفقنا عليها جميعا ولكن نختلف معهم في وسائل وتوقيت هذه الاعتصامات، وفي نفس الوقت نرفض الالتفاف علي إرادة الشعب أو وضع قيود أشبه بالوصاية علي توجهاته بعد فشل «الدستور أولا» ونرفض سياسة ديكتاتورية الأقلية و«الأصوات العالية» مشيرا إلي أنهم سوف يؤمنون الميدان يوم الجمعة المقبلة بعدة آلاف من المتظاهرين