2:43 AM عـلم النـسـب وتـطـوره | |
وهومن أوثق العلوم ارتباطاً بالعرب في الجاهلية فأمتازوا به على سـائرالأمم براعة في حفظه حتى ادرجوه في كثيرمن أشعارهم،غيرأن الغاية من تعلم الأنساب في الجاهلية انصرفت إلى التفاخروالتفاضل والعصبية والهجاء والترغيب في أخذ الثار. فلما جاء الإسلام نبذ تلك الغايات وصرف علم النسب لغايات أخرى محمودة كقول النبي-صلى الله عليه وآله وسلم-"تعلموا أنسابكم لتصلو أرحامكم"لذا وجب عدم الخلط بين غاية البشرمن العلم وبين العلم في ذاته. بل جاء الإسلام ليدعم علم النسب بمبادئه السامية فمنع أنواعا من الزواج كانت تبلغ مبلغ السفاح كزواج المقت وزواج الأخدان وزواج الاستبضاع كما حرم الزنا والتبني،قال تعالى"أدعوهم لآبائهم هواقسط عند الله"وحرم ادعاء الرجل لغيرأبيه،قال صلى الله عليه وآله وسلم"من ادعى إلى غيرأبيه وهو يعلم إنه غيرأبيه فالجنة عليه حرام"متفق عليه. ولعلم النسب أهمية بالغة في الفقه الإسلامي فعليه تترتب أحكام الورثة فيحجب بعضهم بعضاً، وأحكام الأولياء في النكاح فيقدم بعضهم على بعض،وأحكام العاقلة في الدية حتى تضرب الدية على بعض العصبة دون بعض.وممن برع في علم النسب من الصحابة-رضوان الله عليهم-سيدنا أبوبكرالصديق،وأبوالجهم بن حزيفة وجبيربن مطعم وعقيل بن أبي طالب. وقد سارعلم النسب عند العرب من الحفظ في الصدورإلى التدوين،فآفة العلم النسيان.وقيل إن أول ما كان ذلك في زمن الخلافة العباسية،فألفت العديد من الكتب في هذا المجال كنسب قريش لمصعب بن عبدالله الزبيري"236هـ"، وأشارف عبدالقيس للمدائني"225 هـ"،وأنساب الأمم للبرقي"274 هـ". وقسمت كتب الأنساب إلى مبسوطات ومشجرات فالمبسوط هو:تسطير النسب على السطور،وفيه يبدأ بذكرالآباء ثم الأبناء ثم الأحفاد وهكذا. ويتمكن النسابة في المبسوط من الأسهاب في ذكرأخبارالأسـروتاريخها.أما المشجرفهوما أخذ هيئة الشجرة من تفرعات كالساق والأغصان والأوراق وقيل أن أول من وضع التشجيرالإمام الشافعي-رضي الله عنه-. وكانت المشجرات في السابق تعتمد على رسم حرف النون أمام اسم الأب ثم تتصل بهذه النون باءات الأبناء.فلو أن رجلاً لديه أبناء عديدون ذكراسم كل منهم ثم لحق باسمه حرف الباء فقط وهذا الباء يمد حتى يصل النون الموجودة أمام اسم الأب مشكلة بذلك كلمة "بن" ثم يلحق باسم الولد الآخر حرف الباء الذي يمد كذلك ليتصل بذات النون الموجودة أمام اسم الأب وهكذا بقية الأبناء. لذا كان يفرق بين المشجروالمبسوط قديما بضرورة ذكرالأبناء أولا في المشجرات لإلحاق حرف الباء بهم ثم يذكرالآباء ثم الأجداد،أما في المسوط فكما بينا آنفاً يأتي النسابة على ذكرالأب أولاً ثم الأبناء فالأحفاد."أقول"وفي المشجرلايسهب النسابة في الترجمة لكل فرد من أفراد أسرة مكتفياً أحياناً بالتاريخ ليوم الوفاة أوذكرالمهنة أوالبلد التي يقيم فيها الفرد،ثم أخذت كتب الأنساب المشجرة صوراً أخرى كرسم أوراق كأوراق الشجروتدوين الأسماء بها أورسم حلقات أوخطوط تصل بين الأبناء والآباء مما لايستلزم ذكرالأبناء الأولاد كما في المشجرات القديمة. وفيما بعد ظهرت وثائق نسب تخص كل أسرة بذاتها فتقسم ذات الوثيقة إلى ديباجة يحمد الله فيها ويصلى على النبي-صلى الله عليه وآله وسلم-ثم يسرد النسب مبسوطاً ثم يلحق به المشجر وتزان الوثيقة بتواقيع وتصديقات النسابين والعلماء والأمراء والوجهاء. ******** | |
|
مجموع المقالات: 0 | |