2:39 AM "يا مآمنه للرجال.. يا مآمنه للمية في الغربال" فبأي الطرق تتجسسين عليه؟ | |
هل خطر ببالكَ إن أهدتك زوجتك نظارة شمسية في عيد ميلادك، أنها ملغمة بكاميرا تصور حركاتك خارج البيت؟ أو ربما فاجأتك في عيد زواجكما بحاملة أقلام، لتضعها على مكتبك في العمل، هل خطر ببالك أيضا أنها قد تحتوي على «ميموري كارت»، تسجل كل شيء بالصوت والصورة، فتقنيات أجهزة المراقبة الخاصة بالشركات العالمية باتت تشغل العديد من النساء، هذا عدا عن طلبهن الاشتراك في خدمات الاتصالات المتطورة، لمراقبة التليفون المحمول!
أرجعت بعض السيدات شراء هذه الأجهزة لحرصهن على أزواجهن، بينما كان للأزواج رأي مختلف، وكلا الطرفين يطلب وضع نفسه مكان الآخر، والنتيجة، إن تحول الأمر إلى ظاهرة، تبقى الشركات المصنعة هي الرابح الأكبر على حساب استقرار البيوت العربية! فماذا تفضلين؟ خلل في الشخصية الدكتور طارق المشرف، اختصاصي الأمراض النفسية في دبي، يُرجِع تجسس الزوجة على زوجها إلى وجود خلل في الشخصية، أو إصابتها بداء الفضول الشديد، الذي يمكن أن يدمر حياتها نهائيا، فالغيرة المرضية، أكثر انتشارًا بين النساء بحكم سيطرة العواطف عليهن، ومن أعراضها تشديد الرقابة وتخيل علاقات قد لا يكون لها أي أساس من الصحة، خاصة أن الكثير من الرجال يكون لهم نزوات سرعان ما تنتهي، فلماذا تهويل الأمور؟ بينما الدكتورة منال الصمادي، اختصاصية في الإرشاد النفسي التربوي والاجتماعي في الأردن، فتوافق الدكتور المشرف في رأيه، لأن النساء أكثر خضوعًا للأوهام، فتبدأ الزوجة بمراقبة هاتف زوجها وجهازه الحاسوبي، وتُدبر من يراقبه في مكتبه، أما إن شَكَّ الرجل فهو يحرمها من الخروج بدونه لأي مكان، حتى لعائلتها، ويفتش حقيبتها وجوالها، ومن الأمور التي تزرع الشك داخل المرأة: - تغير الزوج المفاجئ يليه سرحان دائم. - الهروب من مواجهة أسئلتها الحائرة. - العزلة. - إغلاق الهاتف بارتباك. - كثرة تأخره على المنزل. - سفراته التي تزيد من احتمالية زواجه بامرأة ثانية. أما الدكتور سري ناصر، أستاذ علم الاجتماع في الأردن، فاعتبر التجسس ظاهرة قديمة حديثة، رسختها الأمثلة الشعبية القديمة مثل: «يا مآمنه للرجال يا مآمنه للمية في الغربال»، لأن المرأة تخاف أن يهجرها زوجها من أجل امرأة أخرى أصغر منها وأجمل، لذا تحرص على مراقبة سلوكه وتقصي أخباره وتحركاته. الطلاق أفضل الدكتور الشيخ محمد النجيمي، الأستاذ بالمعهد العالي للقضاء، وعضو مجمع فقهاء الشريعة، بَيّنَ أن التجسس يخالف مبدأ الستر في الشريعة الإسلامية، فالرسول، عليه الصلاة والسلام، قال: «من ستر مسلمًا في الدنيا ستره الله يوم القيامة»، وهذا الأمر يؤدي إلى نزع الثقة بين الزوجين، لهذا يرى أن تجسس الرجل على المرأة، والعكس، من المحرمات، أما الشيخ عبد العزيز العسكر، أستاذ الدراسات العليا بجامعة الإمام علي، فبدأ بقوله تعالى: «ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضًا»، والنبي، عليه الصلاة والسلام، نهى عن التجسس إلا بغرض شرعي، مثل: التجسس على عدو، أو مطلوبين أمنيين، وهذا خاص بالدول، وإذا تقدم الرجل بشكوى أن زوجته تضع تسجيلاً لمكالماته أو تفتش حقيبته، يصدر ضده حكم تعزير، إما بالحبس أو التعهد، حسب الحالة. ويستدرك الشيخ العسكر: «لا أؤيد اللجوء للشكوى، فالأصل بين الأزواج التسامح، وإذا وصل الأمر لعدم الثقة الأفضل أن يفترقا». في حين أن الدكتور الشيخ المشهداني، الواعظ الديني في دائرة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدبي، حرَّم الاعتداء على الملابس والهاتف وغيره من الأشياء التي تخص الزوجة نفسها، لكنه أباح للزوج مراقبة زوجته إذا شك في تصرفاتها. بينما الدكتورة آمنة نصير، أستاذة العقيدة الإسلامية بجامعة الأزهر، فتؤكد أن ظاهرة تجسس الأزواج شبه منتشرة في مصر، من قبل الزوج أو الزوجة، وتتصور أن الموبايل هو الجاسوس الدائم وهو بطل القصة، فنحن نسيء استخدامنا لأي شيء محمود، ونجيد إحالته إلى شيء بغيض، وتتابع: النص القرآني واضح في قوله تعالى: «ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضًا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه»، فلا يوجد أي سبب يُبيح التجسس بين الأزواج، وحتى في حالة الشك، لأن التجسس في هذه الحالة أحيانًا ما يحول الشك إلى يقين، مما يزيد المشاكل والنزاعات، ولكن في حالة أخطأ طرف بدون علم الآخر، فمن الممكن أن يرجع الطرف الأول عن خطئه. | |
|
مجموع المقالات: 0 | |