1:09 AM "الأسطورة" عمر الشريف يتحدث: لم أهاجم مبارك قبل الثورة لاعتقادي بأنه الأفضل لمصر | |
في أحد حواراته الصحفية النادرة، تحدث النجم العالمي لصحيفة "الشروق الجديد" في حوار طويل نشرته الصحيفة عبر جزأين، وينشر أبرز الأسئلة التي جاءت به. وصف الشريف نفسه بالأسطورة، ولكنه أكد أنها أسطورة من الممكن تكرارها، وأكد أنه ليس هناك ممثل مصري آخر وصل للعالمية، وتحدث عن إعادة تجربة "إشاعة حب" مرة أخرى. وتطرق عمر الشريف في حديثه عن الثورة، وتحدث عن الرئيس المخلوع حسني مبارك، كما تحدث عن الأنظمة الحاكمة للشعوب العربية. الصدمة بعد تنحي مبارك ألهذه الأسباب لم تهاجم نظام مبارك قبل ثورة 25 يناير؟ قبل ثورة 25 يناير لم أهاجم نظام مبارك لأنى كنت أظن أنه الأفضل لمصر، والحقيقة أننى صدمت عندما علمت بحجم فساد الرئيس السابق حسنى مبارك. وكل ذلك لا ينفى أننى تعجبت من رد فعله كحاكم خرج الملايين من شعبه إلى الشارع ليطالبوه بالرحيل، ويتجاهل ذلك، أتصور أنه كان على مبارك أن يرحل من بداية المظاهرات ولا ينتظر 18 يوما. ولا أخفى أننى إذا تعرضت لموقف مشابه وخرج جمهورى وطالبنى بالاعتزال، سيكون رد فعلى مناقضا لرد فعل مبارك، حينها لن أكتفى بالاعتزال، ولكن ممكن أن يتطور رد فعلى ويصل إلى الانتحار. آراء تاريخية وهل عاصرت فى الفترة الملكية احتقانات طائفية بين فئات الشعب مثل التى تحدث الآن خاصة أن مصر كان تقيم بها ديانات مختلفة يهودا ومسيحيين ومسلمين؟ لم تكن هناك احتقانات أو طائفية إطلاقا، لأن الناس كانت مبسوطة فى عهد الملك، ولم يكن هناك من يفكر فى شىء أكثر من إسعاد نفسه، وكانت الخروجات والفسح كثيرة جدا، وعلى سبيل المثال كنت أنا وأحمد رمزى نذهب إلى الكباريه كل يوم أو يومين على الأكثر. وأتصور أن عدم دخول مصر فى حروب حقيقية فى عهد الملك كان سببا رئيسيا فى هدوء الشعب ورقيه، أما بعد أن تحولت مصر إلى النظام الجمهورى ودخل عبدالناصر فى حروب فتراجعت مصر بسببها كثيرا، فمثلا عبدالناصر دخل حرب 1967 للدفاع عن فلسطين، وبدلا من أن يساعدها أضرها وتسبب فى دمارها، وأن تحتلها إسرائيل كاملة. لكن إسرائيل هى التى بدأت العدوان ولم نبادر بالهجوم؟ رغم أن الجيش الإسرائيلى فى هذه الحرب كان صغير جدا، والجيش العربى وصل عدد جنوده إلى 600 ألف جندى، فإن إسرائيل تفوقت على الجيش العربى، الذى يقوده عبدالناصر فى 6 أيام، وشعرت بالأسى لهزيمتنا فى هذه الحرب، وكنت حينها فى أمريكا أصور الفيلم الكوميدى "فتاة مرحة" مع باربرا ستريساند، وأجسد شخصية رجل يهودى، وتعرضت لفضيحة كبيرة جدا أثناء التصوير، خاصة بعد الكشف عن صور الجنود المصريين والعرب، الذين هربوا وتركوا أحذيتهم فى الصحراء. وأتذكر ما تعرضت له من سخرية بعد الهزيمة جيدا، حيث جعلنى جميع زملائى "مسخة" يضحكون على طول الوقت، وكنت أبكى حينها ليس فقط لهزيمة بلدى، ولكن لأنى أعلم أن هؤلاء الجنود هربوا لأنهم غير متعلمين، ولم يكن أحد منهم يعلم أنه يحارب عدو اسمه إسرائيل. صداقة مع السادات كانت تربطك بالرئيس الراحل أنور السادات علاقة صداقة قوية، كيف بدأت؟ ذات مرة فوجئت بأنه يكلمنى عبر الهاتف وكنت أعيش فى شقه بباريس، وقال لى: "يا عمر أنا عندى فكرة عايز أخد رأيك فيها، إيه رأيك لو رحت إسرائيل واتصالحت معاهم"؟ فقلت له "مليش دعوة يا باشا إنت حر"، فقال: "بس أنا خايف ألا يستقبلونى بشكل جيد، بص بقى إنت بتشتغل مع يهود كتير فى هوليوود وفرنسا اسأل كده وشوف لو رحت هيستقبلونى كويس، ولا إيه"؟ فذهبت إلى سفارة إسرائيل بباريس وطلبت مقابلة السفير، واتصلت بمناحم بيجين، وكان رئيسا لوزراء إسرائيل فى هذا الوقت، فأكد لى أنه سيستقبل السادات كالمسيح، والمسيح فى اليهودية غير المسيح عند الأرثوذكس المسيحيين. الأزمة التى وقعت فيها أننى بعد انتهائى من الكلام مع بيجين، لم يكن لدىّ أى وسيلة اتصال بالرئيس السادات لأقول له رد إسرائيل، وكانت المفاجأة أن السفير الإسرائيلى هو من أعطانى الرقم بنفسه. فاتصلت بالسادات وقلت له: "بيجين قال لى سيستقبلونك كالمسيح"، بعد هذه المكالمة بأسبوع واحد كان فى إسرائيل وألقى خطبته الشهيرة فى الكنيست، وبعدها أصبحنا أصدقاء. الآثار وزاهي حواس ما سر وجودك المكثف فى دعاية ومحافل وسهرات المجلس الأعلى للآثار؟ دى حاجات بتاعة مصر، وأثارنا مشهورة ومعروفة فى كل العالم، والأجانب يأتون إلى مصر من أجلها، إلى جانب الاستمتاع بالنيل ومنظره البديع، وإذا نظر أحد من شباك غرفتى سيشاهد أجمل منظر فى الدنيا سواء ليلا أو نهارا، وأتمنى أن تهدأ الأوضاع فى مصر مرة أخرى، وسأرسخ كل وقتى ومجهودى بعد شفائى من الجراحة للترويج لآثار بلدى. وهل لهذا السبب أنت صديق مقرب للدكتور زاهى حواس؟ أنا وزاهى صديقان منذ فترة طويلة، وسافرنا أكثر من مرة لأمريكا وأوربا، كان زاهى يلقى محاضرات عن الآثار المصرية، وكنت أستمع إليه مع الحضور، وأكون سعيدا جدا لأن هناك رجلا مصريا يجبر الأجانب على الاستماع إليه وهم مستمتعون. وأتذكر أننا ذات مرة ذهبنا إلى هوليوود، ورغم أننى معروف جدا هناك فإن الجمهور لم يكن يسأل أو ينظر إلىّ إطلاقا، وكان فقط يهتم بما يقوله حواس، والحقيقة أن طريقته فى الكلام مميزة جدا، وتجذب الجميع. والآثار هى تاريخ مصر، وأقدم ثقافة عرفها العالم، ولم تأت حتى اليوم ثقافة مثلها، وطبعا الشعب المصرى، الذى صنع هذه الحضارة مختلف عن المصريين اليوم. ما هذا الاختلاف الذى تتحدث عنه؟ أتصور أن فتح عمرو بن العاص لمصر، وتغيير ديانة وثقافة أهلها من أقباط إلى الإسلام، غير الشخصية المصرية تماما، ولولا نجاح عمرو بن العاص فى فتح مصر لكانت الثقافة المصرية استمرت فترة أطول. هل تقصد أن دخول الإسلام كان سببا فى تدهور الثقافة المصرية؟ لم أقصد أبدا أن عمرو بن العاص هو من أفسد المصريين، لأن فتح مصر كان أمرا قادما لا محالة، وأن تتغير ديانة البلد أمر واجب، لأنه لم يكن طبيعيا أن تظل مصر فراعنة طوال عمرها. والثقافة الإسلامية مهمة جدا فى حياتنا كمصريين، لأن مصر قبل الإسلام لم تكن متدينة، وأنا سعيد لأن مصر فيها مسلمين وأقباط، لأننى شخصيا أحب الديانتين، وأحب أن تكون الفئتين أصدقاء، لذلك ضايقنى جدا تعرض كنيسة القديسين بالإسكندرية لتفجيرات ليلة رأس السنة الجديدة، كما ضايقنى كثيرا ما يحدث مؤخرا من حرق للكنائس سواء فى إمبابة أو صول. "إشاعة حب" مرة أخرى ما سر حماسك لإعادة تقديم "إشاعة حب" بعد مرور 51 عاما على عرضه الأول؟ هذا الفيلم لم يكتب حتى الآن، وأنا بالفعل أنتظر انتهاء المؤلف من كتابة السيناريو لأقرر إن كنت سأصوره أو لا، وبخصوص تعاقدى مع المنتج محمد ياسين، فقد اشترطت قبل التوقيع أن أقرأ السيناريو أولا قبل أن أوافق بشكل نهائى على تصوير هذا العمل، وموافقتى المبدئية على التصوير لأننى أعجبت بالفكرة التى قالها يوسف معاطى ولثقتى فى أنه سيكتب سيناريو محترما، ولكن هذا لا ينفى أننى ستكون لى ملاحظات على السيناريو بعد القراءة، وإذا وجدت شيئا لا يعجبنى سأطلب تعديله على الفور. وهل إعادة تقديم نفس الرواية فى صالح "إشاعة حب" الأصلى؟ | |
|
مجموع المقالات: 0 | |