والله لا يعجزه أن يجيب كلا لما يطلبه وماكان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الأرض إنه كان عليما قديرا( فاطر44) وهو سبحانه يشجعنا ان نطلب منه مانريد, حتي أنه في الحديث القدسي ينزل الله الي السماء الدنيا كل ليلة حين يمضي ثلث الليل الأول, فيقول: أنا الملك, أنا الملك, من ذا الذي يدعوني فأستجيب له ؟ من ذا الذي يسألني فأعطيه ؟ من ذا الذي يستغفرني فأغفر له ؟ فلا يزال كذلك حتي يضيء الفجر.
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول إذا ألهمت الدعاء فلا تشغلني الاستجابة لأن الدعاء قرين الاستجابة.. فالله هو الذي يلهمنا الدعاء, ويلهمنا الاستغفار.. هكذا فعل مع أبينا آدم حين عصي أمر ربه وهو في الجنة فتلقي آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم( البقرة37)..
والدعاء ـ كما الاستغفار ـ يقرب الانسان من ربه, لأنه ابتهال الي الله الذي يملك وحده كل شيء في الكون, وهو خالق كل شيء في الكون الذي له ملك السماوات والأرض ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك وخلق كل شيء فقدره تقديرا( الفرقان2).. فحينما نقر لله بملكه, وأن تدبيره يسع السماوات والأرض ومافيهما ومن فيهما, وانه عليم خبير, رزاق كريم, غفار تواب, فعشمنا فيه في محله, ورجاؤنا إليه لا يخيب, وذكرنا له لا يغيب, وأنه هو الودود المجيب.. والله لا يخيب ظن عبده به, فإذا ظن العبد أن الله سيجيبه إلي طلبه فسوف لا يخيب الله ظنه, وإذا ظن أن الله سيكشف الضر عنه فسوف يكشف الله الضر عنه, وإذا ظن العبد أن الله سيغفر له ذنوبه إذا استغفره فسوف يغفر الله ذنوبه أنا عند ظن عبدي بي( حديث قدسي) وفي ذلك يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة.. هذا هو حسن الظن بالله, وثمرته هي استجابة الله لما نطلبه..
فالدعاء يربط العبد بربه ويدنيه منه, وكذلك الشكر, فالله يحب من عبده إذا استجاب له أن يشكره وإن تشكروا يرضه لكم( الزمر7) أما الذين يستجاب لهم ثم لا يتوجهون بالشكر الي الله, فالله يعتبرهم من المسرفين والله لا يحبهم وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا الي ضر مسه كذلك زين للمسرفين ماكانوا يعملون( يونس12) وذلك علي عكس الذين يشكرون فالله يزيدهم من فضله وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم( ابراهيم7)..
وكذلك الاستفغار.. فالله يدعونا أن نستغفره ليغفر لنا ذنوبنا ويكفر عنا سيئاتنا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا( النصر3)..
أرأيتم ؟! إن الله يحب منا أن نسأله ليعطينا, وأن نستغفره ليغفر لنا, وأن نشكره ليزيدنا من فضله.. ذلك لأن الله غفور رحيم ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر لله يجد الله غفورا رحيما( النساء110)..
تباركت وتعاليت ياذا الجلال والإكرام, ياذا الطول والإنعام, أنت أنت الله الواحد الأحد, الفرد الصمد, الحمد لك, والملك لك, ولا شريك لك