فأرسل الله الي المسلمين في كل محنة وشدة من ينقذهم..فهذا صلاح الدين الأيوبي محرر فلسطين من الصليبيين..وهذا الملك المظفر قطز الذي تصدي للتتار.. وهزمهم في عين جالوت وأسر قائدهم.. واليوم في مطلع القرن..21 نجد اثنين من أبطال التحرير الإسلامي وصلا الي مستوي العالمية وحررا شعوبهما من الفقر والتخلف وأوصلاها. الي مصاف أعظم دول العالم وأكثرها رخاء وإنتاجا وعلما وقوة.. وما نذكرهما الآن بالذات.. وبعد ثورة25 يناير في مصر إلا ليكونا قدوة ومثالا أعلي لكل من يرشح نفسه لرئاسة الجمهورية في هذا الوطن.. فمصر تمر اليوم بمرحلة من أخطر مراحل حياتها وأصبحت تتطلع الي البطل القادم من المجهول لإنقاذها..
تبرز قيمة هذين البطلين مهاتير وأوردوغان أن كلا منهما قد تسلم بلدا كان يمر بظروف أشد وأسوأ مما نحن فيه.. فماليزيا كانت قبل1961, عندما تسلم رئاستها مهاتير وأصبح رئيس وزرائها, دولة فقيرة.. ومتخلفة. بسبب الاستعمار البريطاني الذي كان همه الأكبر تمزيق أي أمة مسلمة وحرمانها من أي نهضة أو حضارة أو رخاء.. ولكنه كقائد مسلم مخلص لله ووطنه..
وضع خطة للعمل والإنقاذ والنهضة.. لا تعرف الكلل ولا الملل.. وتغلب علي كل الصعاب وحل كل المشاكل بصبر وإيمان.. وتخطيط علمي وعصري.. وعندما انتهي حكمه في2003 كان قد رفع صادرات بلاده من5 مليارات دولار في العام الي أكثر من250 مليار دولار.. وحولها من دولة زراعية بدائية لا تجد قوت يومها.. الي دولة صناعية وزراعية منتجة ومبتكرة وتصدر الي جميع دول العالم.. وقد تضاعفت دخل الفرد عام2003 الي8862 دولارا في العام الواحد. وانخفضت البطالة الي3% في السنة والواقعون تحت خط الفقر أصبحوا5% من السكان بعد أن كانوا52% وكان في ماليزيا في بداية حكمه3 جامعات فقط أصبح فيها اليوم80 جامعة منها40 جامعة حكومية, و40 خاصة جميعها بمنهج الكفاءات العلمية وتصنف كل منها ضمن اعلي جامعات العالم التي يؤمها الطلاب من كل دولة.. وعلاوة علي ذلك كان يرسل الشباب الماليزي النابغ الي اليابان والي أوروبا لزيادة العلم والتخصص, وكان يزور بنفسه الدول المتقدمة في أوروبا وأمريكا واليابان.. ويشجعها علي الاستثمار الصناعي والفني في بلده.. ويغريها بالتسهيلات اذا اقامت صناعة جديدة أو شركة جديدة ولم تمض سنوات علي ماليزيا المسلمة التي كانت متخلفة وفقيرة فأصبحت اليوم تصنع السيارات والطائرات والسفن الفاخرة وتصدرها الي اتحاد العالم وأصبح العالم يسميها( النمر الأسيوي) ومهاتير محمد أصله طبيب وجراح ناجح.. ولكنه من حبه لوطنه ودينه ترك مهنة الطب التي كانت تدر عليه عائدا كبيرا.. ليتفرغ لخدمة وطنه والنهوض بأمنه ومن تواضعه وحبه لأمته.. أنه ترك رئاسة الدولة2003 م مختارا بعد22 عاما من العمل ليل نهار.. وقد بلغ82 عاما.. وذلك رغم رجاء الشعب له بالبقاء وكان طوال يومه ينزل بنفسه في الأسواق والمصانع والمؤسسات الكبري ليطمئن علي العمل والإنتاج.
ولم يكتف بذلك ولكنه وضع للدولة قبل أن يغادر منصبه خطة طموحا حتي2020 م, ومهاتير نشأ نشأة دينية وحفظ الكثير من القرآن والحديث في مدرسة البخاري وهو مصلح ديني الي جانب كونه مصلحا سياسيا.. وقد اعتاد مواطنوه علي مخاطبته( تون) الذي يعني( المبجل) واسمه مهاتير أصله عربي( محاضر) فهو محاضر جيد ومحدث يشد كل سامعيه,, وهو ـ قلبا وروحا ـ يحب مصر.. ويعتبرها حصن الإسلام وقد زارها عدة مرات ابتداء من العهد الماضي. ولم يجد الاهتمام الكافي.. ولكنه بعد الثورة أصبح يزورها عدة مرات وينزل ميدان التحرير ويلتقي بالمسئولين ليقدم لهم خبرته وتجاربه وعمله فقابل شيخ الأزهر وقابل رئيس الوزراء.. وقابل قادة المجلس العسكري وقابل الدكتور زويل في جامعته..وكم أتمني أن يخصص له مكتب دائم في مصر للمشورة والرأي في نهضتها وأن يطلق اسمه علي محطة مبارك وميادين مبارك فهو اوفي لمصر ونهضتها من حكام العهد البائد.. ونحن أولي أن نستفيد من قدرته وعلمه وذكائه وتخطيطه والله الموفق