6:14 PM قناصة الداخلية .. بين الحقيقة والإنكار!! | ||||||
من المعروف ان القناصة هم أعلى الرامين بالرصاص مهارة، وأكثرهم ذكاء، وأعلاهم أجرا، وأقلهم خطأ، وأتقنهم عملا ! فالقناص يختبيء مثل الفأر وينقض مثل الذئب ولايرى ضحاياه إلا من خلف ستار، لأنه أجبن من ان يواجه احدا، ويقتل ولايترك خلفه اثرا، ويضرب ولاتسمع لطلقته صوتا، فالطلقة تخرج من بندقيته لاتعرف لها طريقا سوى الهدف الذي خرجت من اجله، فالخطأ غير وارد مع محترف يعيش في الظلام وجريمته تتصدر الاضواء، يوجد في كل مكان، ورغم ذلك لاتوجد عنه معلومة واحدة مؤكدة، فالكل يخشى الحديث عنه حتى لايصبح هدفا لبندقيته . وعندما يكون القناص "حكوميا" من المفترض ان يكون هو الحامى لامن المواطنين لا القاتل لهم يبقى هو الاخطر، لانه ليس مجرما عاديا بل هو قاتل بلا أجر، يقتل بسطوة القانون، والنفوذ القوي الذي يجعله شخصية ممنوع الاقتراب منها او الحديث عنها. وهذا هو محور حديثنا عن قناصة الداخلية المصرية المتورطين فى قتل المتظاهرين خلال احداث ثورة 25 يناير كما جاء في الملف الخاص لجريدة "التحرير" الاربعاء ، فلا يمكن إخفاء الحقائق وإتباع المثل الشهير "ابعد عن الشر وغني له"، لأن الجرائم التي ارتكبها هؤلاء في حق الشهداء لايجب ان تمر مهما بلغ الثمن. ففي الفترة الاخيرة اكتشفنا ان فرق القناصة التابعة لوزارة الداخلية، تخضع بشكل مباشر لجهاز امن الدولة السابق، وتندرج تحت لواء إدارة مكافحة الارهاب الدولي والقوات الخاصة، ويتم تدريب افرادها داخل مدارس الجهاز التابعة لوحدة الرماية، ولها معسكر خاص بها داخل قطاعات الوزارة. وتحتل فرق القناصة تحديدا موقعا متميزا داخل قطاعات الشرطة، لما تحظي به من اهتمام خاص ومعاملة مميزة يأتي في تحديد ميزانية خاصة لها، يتم اقتطاع جزء منها لشراء اسلحة معينة، تأتي من الخارج، وتعفي من الجمارك، بعد التنسيق مع وزارة التجارة والصناعة. ويتم اختيار القناصة بشكل دقيق من طلاب كلية الشرطة، فمن بين 700 طالب قد يقع الاختيار على 30 منهم فقط للدفع بهم الى هذا السلاح، حيث يقوم متخصصون بتدريبهم بشكل مكثف على الرماية بكل انواع الاسلحة الالية والخفيفة، ويتم تقسيم الرماة بحسب الكفاءة الى: جيد – ممتاز – صائد عين الكتكوت ، وهو النوع الاخطر حيث يستطيع إصابة الهدف بين عينيه بطلقة واحدة من مسافات بعيدة. وقد كشف العقيد عمر عفيفي ردا على تصريحات وزير الداخلية منصور العيسوي، عن فيديو يوضح فيه عبر صور "جوجل ايرث" مركز تدريب القناصة على كوبري شمال طرة على طريق النصر بالأوتوستراد بالقرب من معسكر أمناء الشرطة أمام مدخل سجن طرة، واضاف عفيفي أن قناصة الداخلية تابعين للإدارة العامة لمكافحة الإرهاب وهى إدارة تابعة لمباحث أمن الدولة. ومما يؤكد الحديث السابق، هو اعتراف أحد ضباط ائتلاف الثورة والذي خشي من ذكر اسمه، بأنه "يتلقى الضباط تدريبات على أعمال القنص والرماية بشكل سنوي، يتم اختيارهم عشوائيا بشرط أن يكون لهم مواصفات خاصة ويكونوا كفاءات نادرة يوضعون تحت الاختبار لسنتين بعد تلقيهم "فرقة القناصة" التي يتدربون فيها على ان "الطلقة" بـ"جثة" ولايختار لها ضباط برتبة اعلى من رائد وتكون "فرقة الرماية على البندقية الالية" شرطا للحصول على "فرقة القناصة" التي تستغرق شهرا ونصفا، وتقام بمعاهد تدريب الشرطة لمواجهة الخارجين عن القانون وخدمة الصالح العام". ويضيف: "يتسلح ببندقية القناصة قطاع الامن المركزي وفرق مكافحة الارهاب التابعة للامن المركزي الذي تكون تدريباتهم محاطة بالسرية التامة ويتلقون تدريباتهم في الخارج بأمريكا وفرنسا وانجلترا على حمل البندقية القناصة واوضاع الرماية والجرأة على الاصابة في مقتل".
ويستكمل الضابط قوله: "يتم استخدام هؤلاء الضباط في حماية شخص وزير الداخلية، ورئيس الوزراء بشكل اساسي، بجانب عملهم العادي وهو القضاء على البؤر الارهابية".
ومن الطبيعي ان مدى نجاح القناص يعتمد على السلاح الذي يستخدمه، لذلك عمدت اجهزة الامن المختلفة للاعتماد على اسلحة القنص الحديثة، لذلك ظهرت انواع مختلفة من اسلحة القنص، لكن اجهزة الامن الداخلية في معظم دول تستخدم مايسمى بنادق الارهاب والاستخدام البوليسي H & K PSG-1 التي تختلف كثيرا عن بندقية القنص الروسية "دراجونوف" او بندقية "بريتا" الايطالية، او بندقية "بلازر" او بندقية القنص الامريكية M21 اوXM21 وهي البندقية المستخدمة من قبل اجهزة الامن الداخلية وتتميز بانها خفيفة الوزن بعكس البنادق السابقة التي تمكن الجنود من مطاردة العصابات والمجموعات الاهابية. ويذكر ان عددا من الاجهزة الامنية حدثت بنادق الارهاب بتوفير اجهزة معاونة لها تساعد على التصويب و التسديد باجهزة ضوئية او تعمل بالحرارة او باشعة الليزر لتحسين دقة الهدف المستخدم. وينبثق سؤالين من كل ماسبق، وهم "أين ذهب قناصة الداخلية؟! ولماذا أنكر وزير الداخلية اللواء منصور العيسوي ان الوزارة ليس عندها قناصة من الاساس"؟!! | ||||||
|
مجموع المقالات: 0 | |