12:24 PM جنازة مبارك.. هل تكون عسكرية أم عادية؟ | |
حينما مات عبدالناصر احتشد خلف نعشه الملايين، وحضرت وفود من كل دول العالم، وفقد المئات من المصريين والعرب الوعى من شدة البكاء، وأقيمت له جنازة عسكرية وشعبية مهيبة سطرها التاريخ باعتبارها واحدة من أهم وأكبر الجنازات فى العالم. أما السادات، الذى اغتيل فى حادث المنصة، أقيمت له جنازة عسكرية (رسمية الطابع)، حضرها رؤساء العديد من دول العالم، وثلاثة رؤساء أمريكيون، ولم يحضر من الزعماء العرب سوى الرئيس السودانى جعفر نميرى، فقد كانت علاقة مصر بالدول العربية متوترة للغاية، منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد، والتى كانت أولى اتفاقيات السلام العربية مع العدو الإسرائيلى. لكن، لو مات مبارك قبل أن تصدر ضده أحكام فى التهم الموجهة إليه ومنها قتل المتظاهرين، هل ستقام له جنازة عسكرية؟، ومن سيمشى فى جنازته؟، هل ستقتصر على هايدى وخديجة وسوزان أم أن جمال وعلاء مبارك سيطلبان حضورها؟ وهل سيطلب زكريا عزمى وصفوت الشريف وفتحى سرور وغيرهم من نزلاء (بورتو طرة) المشاركة؟ ، وهل سيحضر أحد من أصدقاء الرئيس "الذى سيكون أصبح راحلا حينها"، من الخارج؟. "محدش هيمشى فى جنازته ولازم يدفن فى مكان غير معلوم، لأنه من الممكن ان يعتدى الثوار على قبره ويمثلوا بجثته"، هكذا قال الدكتور جمال زهران عضو مجلس الشعب السابق ورئيس قسم العلوم السياسية بجامعة قناة السويس لجريدة الشروق، ويضيف: "لا يمكن إقامة جنازة عسكرية لمبارك لأنه لا يجوز لمثله أن يتم تكريمهم بإقامة جنازة عسكرية، لأنه متهم بقتل الثوار وتدمير مصر خلال 30 عاما". ويرجح زهران أن تكون جنازة مبارك سرية، وألا يشارك فيها أحد من رجاله أو أسرته المصغرة لأنهم جميعا فى السجن، ويضيف: "أى شخصية عامة سترفض المشاركة فى هذه الجنازة لأنها ستكون شبهة". الدكتور كمال حبيب وكيل مؤسسى حزب السلام والتنمية يرى أنه لا يجوز إقامة جنازة عسكرية لمبارك، لأن الجنازة العسكرية لا تجوز إلا على من قدم خدمات للوطن. أما الدكتور عبدالجليل مصطفى، المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير، فقال إن ما فعله مبارك (أسوأ حاكم) فى تاريخ مصر يجعل من الكافى جدا تشييع جنازة "عادية جدا" له بعد أن خلع عن نفسه كل الصفات التى تعطيه الحق أن يحظى بأى نوع من التكريم أو التمييز، معتبرا أن قبول الشعب المصرى بجنازة عادية هو نوع من أنواع الكرم. ويوافقه الرأى مصطفى النجار وكيل مؤسسى حزب العدل، قائلا إنه لا يصح تكريم المخلوع بإقامة جنازة عسكرية له، ومعاملته باعتباره مجرما يستحق العقاب، وعدم احتقار مشاعر المصريين وإهانتها بتكريم الرئيس المخلوع بجنازة عسكرية حتى لو اضطر الأمر إلى استثناء القواعد العسكرية. من جانبه، توقع الدكتور محمد المهدى، أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر وجود حالة من التناقض فى المشاعر بين فريق المؤيدين للرئيس مبارك، خاصة أن المجتمع المصرى فى مرحلة ما بعد الثورة لم يعد رأيا واحدا، وتخلص من التفكير الشمولى والرأى الواحد الذى يلتف حوله الجميع. وأضاف المهدى أن جيل الآباء ممن لم يشاركوا فى صناعة الثورة، أو المساهمة فيها سيشعرون بحالة من التعاطف الشديد والإحساس بالذنب تجاه مبارك، من الممكن أن يتطور إلى إحساس بالندم على قيام الثورة، بسبب النظرة (الأبوية) التى ينظر بها المصريون إلى الحاكم، بالإضافة إلى رواد ميدان مصطفى محمود، ومجموعة (إحنا آسفين يا ريس). من جانبه، قال محمد عادل المتحدث الرسمى باسم حركة شباب 6 أبريل إن الحركة ترفض وجود أى تكريم للرئيس المخلوع حتى بعد وفاته لأنه مخلوع بثورة شعبية انتفض فيها الشعب ضد الظلم الذى استمر فى عهده لأكثر من 30 عاما، لافتا إلى أن موقف الحركة سيتم تحديده وقتها لكن مع التحفظ على وجود أى نوع من التكريم له. وأشار إلى أنه فى حال وفاته يمكن أن تكون جنازته عسكرية لكونه رجلا عسكريا خدم بالقوات المسلحة وليست جنازة رسمية. أما الدكتور محمد أبو الغار أحد مؤسسى الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى فقال إن الحديث عن وفاة الرئيس السابق أمر غير مهم فى الفترة الحالية، لأن مستقبل البلاد هو الأهم، وليس هل ستكون هناك جنازة عسكرية لمبارك أم لا؟. ولفت إلى أن الموضوع سيمر حال وفاته ولن تكون هناك أزمات، لأن المصريين يحترمون الموت وحرمته، وبالتالى لن تكون هناك مشكلة فى طبيعة الجنازة سواء عسكرية أم لا؟
| |
|
مجموع المقالات: 0 | |