عصام شرف في ميدان التحرير

بعد اعتصام ثلاثة أيام بميدان التحرير، التقى الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء بوفد من شباب الثورة ليتعهد لهم بتنفيذ عدد من المطالب التي "بح صوتهم" من الهتاف مطالبين بها ليل نهار بالميدان حيث تعهد لهم بطرد 1400 ضابط وتغيير وزاري وتطهير الإعلام وحركة محافظين، كل ذلك في الفترة من 15 وحتى 31 يوليو، فها يستطيع "شرف" الوفاء بوعد "الشرف" وتنفيذ جدوله الزمني خاصة في ظل صمت غامض للمجلس  العسكري؟

أمين إسكندر – وكيل مؤسسي حزب الكرامة – أكد أن الدكتور عصام شرف لن يستطيع تنفيذ ما تعهد به لشباب الثورة لأن الأمر ليس بيده وإنما في يد المجلس العسكري "اللي مش عايز يرد على الناس" بينما كل القرارات بيده وشرف لا يملك شيئا مضيفا "لو كان في إستطاعته كان فعل ذلك منذ خمسة أشهر" واصفا تعهدات شرف بأنها "مماطلة".

وحذر إسكندر من اتجاه البلد إلى عصيان مدني بسبب التباطؤ والمماطلة في تنفيذ المطالب.

من جانبه قال الدكتور أيمن نور – زعيم حزب الغد والمرشح المحتمل للرئاسة – أن شرف لم يكن ليعلن عن جدول زمني لتنفيذ هذه المطالب إلا إذا كان هناك تنسيق مع المجلس العسكري مشيرا إلى أن تحديد جدول زمني لتنفيذ المطالب وإعلانه هو في حد ذاته موقف إيجابي يجب النظر له بشئ من المصداقية مضيفا : ولكن السؤال هو لماذا لم يتم ذلك من البداية ولم تتم الإستجابة إلا بعد المليونية وبعد الإعتصام ومازال شرف يتعامل بطريقة رد الفعل لا المبادرة.

وانتقد نور عدم تضمن الجدول الزمني لمطالب مثل إلغاء المحاكمات العسكرية للمدنيين.

"يجب أن يلتزم بتفيذ الجدول الزمني و إذا لم يستطع فعليه أن يستقيل" هكذا علق القيادي والمفكر اليساري عبد الغفار شكر مضيفا أن تحديد جدول زمني خطوة في الإتجاه الصحيح وليست مناورة مضيفا : أشك أن الدكتور عصام شرف كان سيحدد هذه الخطة إذا لم يكن المجلس العسكري موافق عليها ولن يعرقل تنفيذها.

الرائد أحمد رجب - المتحدث الرسمى باسم ائتلاف ضباط الشرطة – أن الائتلاف يؤيد إقصاء كل القيادات الأمنية التى كانت موالية للنظام السابق والتى تسببت بسياستها العقيمة فى النكسة التى أصيبت بها وزارة الداخلية.

وطالب رجب فى تصريحات "للدستور الأصلي" بالقصاص العاجل والفورى من قتلة الثوار الذين مازالوا طلقاء حتى الان و يتمتعون بالحرية وهم ايديهم ملطخة بدماء الشهداء مطالبا منصور العيسوى – وزير الداخلية- بضرورة تقديم هؤلاء القناصة الى التحقيق العاجل حتى تاخذ العدالة مجراها بالإضافة إلى أن يتم الكشف عنهم بالأسماء.

وأكد رجب أن ائتلاف ضباط الشرطة مؤيدا لما صرح به الدكتور عصام شرف – رئيس الوزراء - بإقصاء 1400 ضابط اذا كانوا متورطين بشكل او باخر فى قتلة الثوار بالاضافة الى انهم تسببوا فى بناء علاقة سيئة بين الشعب و الشرطة.

قال الدكتور محمود خليل- أستاذ الصحافة بكلة الإعلام بجامعة القاهرة - أنه يلاحظ على كل خطابات وتصريحات شرف الأخيرة أنها تشمل الكثير من العفاريت اللفظية التى تجذب المجتمع للانتباه لها دون أن تحمل معنى واضح.

وأضاف خليل أن كل المفردات التى يستخدمها شرف هى عبارة عن طرقعة لفظية لا تحدد أي إجراءات أو خطب زمنية واضحة لتحقيق هذه الأهداف الكبرى متسائلا "كيف يقول أنه سوف يقوم بتطهير وسائل الإعلام الحكومى نهاية هذا الشهر فى الوقت الذى تراجعت فيه السلطة القائمة عن تفكيرها فى إلغاء وزارة الإعلام حيث فوجىء الرأي العام المصرى بتسمية أسامة هيكل وزيرا للإعلام ؟!" موضحا أن هناك معلومات متداولة تشير إلى أن هيكل خرج من رحم المؤسسة العسكرية.

وأوضح خليل إن شرف لم يحدد لنا كيف يقوم بتطهير الجهاز الإعلامي مؤكدا أنه يلعب على أعصاب المصريين حيث أنه يعتمد على سياسة "أن يسمع المواطن جعجعة ولا يرى طحن"، مضيفا أنه على سبيل المثال" يسمع المواطن حرية الإعلام ويفاجأ بتعيين أسامه هيكل وزير الإعلام" و"أن يسمع المواطن عن تطهير جهاز الشرطة ويصرح وزير الداخلية بأنه ليس قانوني إنهاء خدمة الضباط المتورطين بقتلة الثوار الآن".