9:21 AM الثورات العربية حطمت حاجز السكوت.. ثروات مصر المفقودة مذهلة ولكن استردادها سيكون أصعب | |
واشنطن لندن- وكالات الأنباء: ما زال ربيع الثورات العربية يفرض نفسه وبقوة علي الحديث السياسي العالمي, فبينما انشغل السياسيون في وضع الخطط المستقبلية للتعامل مع المنطقة في ثوب حريتها الجديد, انشغلت الصحف العالمية في تحليل الحدث العربي. لتركز مجلة تايم الأمريكية علي أجواء الفساد الاقتصادي التي فجرت غضب العرب وفرص استعادة الأموال المنهوبة من الشعوب, بينما تناولت صحيفة فايننشيال تايمز البريطانية الموقف السياسي, مؤكدة أن الربيع العربي كسر ثنائية الاستبداد والاسلام السياسي. فعن حديث المال, أوضحت مجلة تايم الأمريكية أن ربيع الثورات العربية نجح في تحطيم سنوات من الصمت الذي منح الفساد الاقتصادي في المنطقة شكلا من أشكال الحماية, بعد أن تحولت سياسة الصمت علي ما يحدث من صفقات الفساد درعا يقي هذه الصفقات من التساؤلات وتقصي الحقائق, مشيرة في تقرير موسع بعنوان شركة الطغاة إلي أن الفساد هيمن علي مناخ الاستثمار في المنطقة لعدة عقود, إلا أن الربيع العربي قضي علي هذه الهيمنة ومكن الشعوب من الحديث عن كل ما كان محرما الحديث عنه. وفي محاولة لنقل احساس الغضب والقهر الذي قاد العرب إلي الثورة, نقلت فيفيان والت المتخصصة في الشئون الاقتصادية بمجلة تايم عن يحيي حسين عبد الهادي قوله إنه ما زال يرتعد كلما عادت له ذكري صباح ذلك اليوم في عام2006 عندما استدعي الي وزارة الاستثمار في مصر حيث تسلم وثيقة من ثلاث صفحات, وقول المسئولين له: وقع فقط. وروي عبد الهادي- وهو أحد المسئولين في الوزارة ممن عاصروا صفقات الخصخصة - للمجلة أن الوثيقة التي كان مطلوب منه التوقيع عليها تخول بيع عمر أفندي مقابل المبلغ المتفق عليه والمرفق بالعقد, ولكن لم يكن هناك مبلغ مرفق. وأضاف عبد الهادي أنه حين تردد في التوقيع, نصحه زملاؤه بعدم التشكيك في الوثيقة, وبعد ثلاثة أيام, تم بيع عمر أفندي إلي أحد رجال الأعمال السعوديين مقابل99 مليون دولار. وأكدت فيفيان والت أن ثروات مصر المفقودة تبدو مذهلة, وكان حجم الفساد هو القوة التي قادت إلي الثورة, مشيرة إلي أن الكثيرين في مصر يؤمنون بأن الثورة ربما ما كانت لتستمر وتنجح في الإطاحة بمبارك لولا المقال الذي نشرته صحيفة الجارديان البريطانية في هذا الوقت والذي قدر ثروة مبارك بحوالي70 مليار دولار, إلا أن والت كتبت في تقريرها أنه رغم كل الغضب من المليارات المسروقة, فإن استعادتها لن تكون بالأمر الهين, حيث أعرب خبراء ماليون في مقابلات أجرتها المجلة معهم في سويسرا وبريطانيا والولايات المتحدة عن اعتقادهم بأن تعقب ثروات الحكام المستبدين هو مجرد أول التحديات الشاقة, حيث أن معظم الدول تطالب هؤلاء الذين يريدون استعادة الأصول المسروقة تحديد الأشخاص الذين أخفوا أموالا أو مجوهرات أو غيرها من الثروات وأين توجد هذه الاصول. وكأن الاطاحة بمبارك وبن علي أسهل من استرداد الأموال. وأضافت المجلة أن مسئولي الحكومة في مصر, وكذلك في تونس, يسعون جاهدين إلي جمع خيوط اللغز المتعلق بثروة مبارك وبن علي من أجل تقديم مجموعة من الوثائق التي تطلبها البنوك الأجنبية, لكن جهودهم تواجه تعقيدات كبيرة بسبب إحجام العاملين بالعمل العام عن الكشف عن تفاصيل يمكن أن تودعهم السجن. ونقلت والت عن بيير سشيفيرلي- وهو محام في جنيف استطاع أن يستعيد المليارات التي اختلسها رئيس نيجيريا السابق ساني أباتشا ونظيره الفلبيني فيرديناند ماركوس- قوله إن أموال ماركوس كانت مخبأة جيدا, لدرجة أن حتي أفراد عائلته لم يكونوا علي علم بمكانها, ويعتقد بأن مبارك وبن علي قد أخفيا الأصول في عشرات الدول من بينها دول الخليج وآسيا وغيرها من الدول التي تتسم حكوماتها بالبطء في تعقبها. ومن حديث المال إلي حديث السياسة في فايننشيال تايمز التي كتب ديفيد جاردنر محللها لشئون الشرق الأوسط يقول إن الربيع العربي تمكن من كسر ثنائية الاستبداد والاسلام السياسي, مشيرا إلي أن المناخ الذي أوجده ربيع العرب سمح بدخول قوي سياسة معارضة جديدة الي الساحة السياسية وقيادتها للتغيرات في المنطقة, فحلت هذه القوي الجديدة مكان الاسلام السياسي الذي كان يقود المعارضات في العالم العربي لعدة عقود. | |
|
مجموع المقالات: 0 | |