1:46 PM ميدان التحرير: الدعابة والاحتفالات الفنية سلاح المعتصمين.. والثوار يقبضون على بلطجي ويعلقونه بجوار «سنجته» على أحد الأعمدة | |
في اليوم الثاني لاعتصام آلاف المصريين في ميدان التحرير بوسط العاصمة المصرية (القاهرة) للمطالبة بسرعة وعلانية محاكمة الرئيس المصري السابق حسني مبارك وأعوانه وقتلة شهداء ثورة 25 يناير التي أطاحت بنظامه.. بدأت روح الدعابة الشهيرة التي عرفت عن المصريين في الظهور بين المعتصمين الذين يعانون من ارتفاع درجة الحرارة في فترات النهار. وفي جولة بالميدان رصدت بعض اللافتات التي رفعها المعتصمون ومن بينها لافتة تقول: «إلى المجلس العسكري.. طهرني شكرا»، في إشارة إلى مطالب المعتصمين بتطهير مؤسسات الدولة من المسؤولين السابقين الذين تورطوا مع الرئيس المصري السابق حسني مبارك في جرائم فساد. ورفع معتصم لافتة أخرى تحمل عبارة: «إلى القضاء المصري.. للعدالة وجوه كثيرة»، وهي عبارة تتضمن انتقادات لقرار محكمة مصرية بالإفراج عن متهمين في قضايا فساد مرتبطة، ولافتة أخرى تحمل عبارة: «النائب العام.. سعدنا بلقائكم»، وهي عبارة تشير إلى مطالب المعتصمين بإقالة النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود بسبب ما يعتبره المعتصمون تواطؤا من جانبه لصالح رجال النظام السابق. وحمل المعتصمون لافتة تحمل عبارة «إلى الأحزاب المصرية.. لقد نفذ رصيدكم»، في إشارة إلى رفض المعتصمين أي دور للأحزاب السياسية المصرية التي كانت قائمة خلال فترة حكم الرئيس المصري السابق حسني مبارك. ومن بين اللافتات الساخرة التي رصدتها في ميدان التحرير لافتات تحمل عناوين: «المحاكمة بقت كوسة ولا إيه.. الشعب اختار القصاص.. النائب العام اختار إيه.. التباطؤ يعنى التواطؤ.. الثورة مصرية مش دينية ولا حزبية». إلى ذلك، تحولت الليلة الثانية من الاعتصام إلى احتفالية فنية بدأت في الواحدة من صباح امس وامتدت حتى قبيل أذان الفجر كوسيلة للترويح عن المعتصمين وبعضهم من الأسر التي اصطحبت أطفالها معها. وشهد الميدان الذي قضى ما يقرب من 20 ألف مصري من كل الأعمار ليلتهم فيه، ظهور عدد من الفنانين الذين ارتبط اسمهم بالثورة منذ يناير الماضي ليرددوا أغنيات حفظها المعتصمون ومعظمهم ممن اعتصموا سابقا بينما سيطرت أغنيات تراثية وفولكلورية شهيرة على الاحتفالية بدءا من أغنيات سيد درويش إلى الشيخ إمام عيسى مرورا بالنشيد الوطني. وشارك في الاحتفالية المطرب الشاب رامي عصام الملقب بمطرب الثورة الذي قدم أغنية جديدة تقول كلماتها «أنا مع معتصم في التحرير عشان محستش بتغيير» إضافة إلى أغنياته الحماسية المعروفة للمعتصمين الذين شاركوه الغناء والهتاف وبينها «الجحش والحمار» و«مدنية» و«مش هنمشي». ومن مدينة بورسعيد شمال شرق البلاد جاءت فرقة «الطمبورة» الشعبية الشهيرة لتقدم عددا من أشهر أغنيات التراث المصري التي ارتبطت بحروب خاضتها مصر بدءا من العدوان الثلاثي عام 1956 وصولا إلى حرب 1973 وبينها «غني يا سمسمية لرصاص البندقية» التي تم تغيير بعض كلماتها لتتناسب مع الثورة المصرية حيث ركزت على العدالة والإنسانية والكرامة والحرية. كما شاركت في الاحتفالية فرقة «فنانون من أجل التغيير» التي تأسست مع انطلاق الثورة المصرية والتي قدمت عددا من أغنيات الراحلين سيد درويش والشيخ إمام عيسى. ثوار التحرير يقبضون على بلطجي ويعلقونه بجوار «سنجته» على أحد الأعمدة من جهة أخرى على أبواب ميدان التحرير وقف شباب اللجان الشعبية حاملين هموم الوطن، مؤدين واجبهم الوطني في الدفاع عن الميدان من البلطجية، وكانت لحظة صعبة تلك التي ألقي القبض فيها على بلطجي يدخل الميدان ومعه «سنجة». فقد قام الشباب الأعزل بالهجوم على البلطجي ولم يخش أحد على نفسه من الإصابة، أصروا على القبض عليه وتكبيلـه، ساعدهم زملاؤهم من شـباب الميدان حتى نجـحوا في تـكــبيله وربطـه على أحد أعــمـدة الميدان ورفعوا «سنجته» بجواره ربما ليتأكد العالم ان من بالميدان ليسوا بلطجية كما يدعي النظام، ولكنهم الأكثر حـبا لهذا الوطن، وليدللوا ايضـا لمن يبحث عن الأمن ويخشى الانفلات الأمني، ان التحرير هو المكان الأكثر أمانا بلجانه الشعبية القادرة على حمايته من البلطجية والحرامية وغيرهم.
| |
|
مجموع المقالات: 0 | |