بل بقراءة عادلة لأحداث الواقع في ضوء نصوص القرآن والسنة,, فإن الأمة تهزم في معنوياتها قبل أن تهزم في الميادين.
ويوضح الدكتور صلاح سلطان ــ أستاذ الشريعة بكلية دار العلوم ــ أنه من فضل الله علينا أن جعل من انتفاضة الأقصي أملا حيا في استعادة الأمة مكانتها التي وضعها الله سبحانه فيها, كنتم خير أمة أخرجت للناس وقوله تعالي: وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء علي الناس.
ويضيف:وما أكثر النصوص الشرعية, والحقائق التاريخية التي تدعو بقوة إلي التفاؤل والأمل, ونبذ الخوف واليأس والكسل منها قوله تعالي: ونريد أن نمن علي الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين. ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون( القصص), أي أنه لابد أن يمر التمكين عبر بوابة الاستضعاف من الفراعين والوزراء والجنود تماما كما يعيش الفلسطينيون مع حكومة الليكود, بشرط أن يكون المستضعف يحمل يقينا حيا نابضا بقوله تعالي( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين). وكذلك قوله تعالي في سورة التوبةيريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبي الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون, وفي سورة الصف بلفظ قريب يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون.ويبين الدكتورصلاح سلطان أن السياق في السورتين عن جماعة من اليهود والنصاري وأن الإرادة بالفعل المضارع الذي يفيد الاستمرار في الواقع والمستقبل, والفارق الوحيد هو في بيان الله في سورة التوبة أنهم يريدون ذلك الآن يريدون أن يطفئوا, أما آية الصف فتفيد أنهم يخططون للمستقبل في إطفاء نور الله, يريدون ليطفئوا, وبجمعهما يتبين أنهم يفعلون ذلك الآن, ويخططون له أيضا في المستقبل, لكن العجيب هو ورود القدرة الإلهية بقوله تعالي ويأبي الله إلا أن يتم نورهس. ت ز س موجودة في الحال والمآل, في الحاضر والمستقبل, وأن ذلك سيحدث علي كره وضغط علي الكافرين.وتتوالي الآيات في السورتين للتأكيد بلفظ واحد: هو الذي أرسل رسوله بالهدي ودين الحق ليظهره علي الدين كله ولو كره المشركون( التوبة:33, الصف:9).وفي سورة الفتح- آية:28- يأتي المعني نفسه بتعقيب قوي في نفس كل مؤمن هو الذي أرسل رسوله بالهدي ودين الحق ليظهره علي الدين كله ولو كره المشركون.. فهل يحتاج المؤمن إلي قوة في وعد الله أكثر من هذا؟