تفاءل بثورة يناير, التي أكدت ثقته بنبل المصريين, وطبائعهم الحضارية المتجددة, وقدرتهم علي تقديم المثل لشعوب العالم, رغم ما تعرضوا له من عنت, ومظالم كانت كفيلة بتحطيمهم.
ومع هذا لا يفضل إعدام الرئيس المخلوع, معتبرا ما حدث له عقوبة كافية, خاصة ما ارتكبته زوجته وولداه. فالأهم عنده أن تظل روح مصر بمنأي عن الانتقام.
وحين جاءته جائزة النيل مؤخرا شعر بالرضا, لكنها لم تشعره بالسعادة إلا حين رأي فرحة ابنتيه بها, وتأسي علي رحيل الدكتور فؤاد زكريا قبل أن يحوزها.
وكما ينشغل بمستقبل البشرية أمام التقدم التكنولوجي الهائل, وسط تراجع الاهتمام بالعلوم الانسانية, وازدياد المخاوف من استبداد الروبوتات وطغيان الأجهزة المتطورة علي روح الانسان, يهتم بعودة منظومة القيم المصرية بعد ثورة يناير, لعل مجتمعنا يستعيد اتزانه الأخلاقي الذي ساده قبل عقود.
الحديث إلي الدكتور أحمد أبو زيد متعدد المنافع دائما, فلا يخلو من معرفة جديدة, وآراء قيمة, وخلق رفيع, وبساطة تدعو للدهشة, فكيف لعالم جليل علي هذا القدر من الأهمية أن يكون قريبا للقلوب والأفهام إلي هذا الحد.
من شيم الكبار.. أنهم كلما أيقنوا أكثر أدركوا أن الزاد قليل, ودروب المعرفة لا نهائية. حينها يتواضعون. فنري تواضعهم بساطة!
{ هل تشعر أن جائزة النيل تأخرت عليك, وهل يرضيك أن تأتي ولو في غير وقتها؟
الجائزة لم تتأخر, ومعظم الذين حصلوا عليها يستحقونها بتقديري, والمسألة هي هل يا تري عملي كان يتلائم مع متطلبات الجائزة أم لا, ولاتنسي أن جائزة العلوم الإجتماعية14 فرعا بخلاف الجوائز الأخري, ويصعب علي اللجنة مقارنة الأعمال التي تستحق الجائزة من حيث المستوي, وأتمني أن يسمونها جائزة العلوم الاجتماعية, وليست الدراسات الإجتماعية, وهي بحاجة لإعادة نظر من حيث تشكيل اللجان وتخصص المحكمين, فهم يجب أن يكونوا من المتخصصين في العلوم الاجتماعية, وأعضاء المجلس الأعلي للثقافة الآن بعيدين عن العلوم الاجتماعية, وأظن أن الوزارة الآن بصدد إعادة تشكيل هذه اللجان. والحقيقة أن الجائزة لا تضيف شيئا لتكوين الإنسان, وهي اعتراف من المجتمع بما وصل إليه الفائز في تخصصه, ودوره في الحياة الاجتماعية, والعجيب إن الذين يعترضون عليها كل عام لذهابها إلي فلان أو علان, يصرون علي التقدم إليها كل سنة بدأب, وأية جائزة عادة تشوبها بعض الشكوك, خصوصا في حالتنا, لعدم اختصاص المحكمين, ولأن هناك من يتقربون, ومن يطلبون, ومن يلحون, وبعض أصحاب المكانة السياسية يحبون الحصول علي الجائزة.
{ هل فرحت لحظة سماع خبر الجائزة ؟
لم أعرف بالخبر, ولم أتتبعه عبر أية وسيلة, ونمت بشكل طبيعي ليلة إعلان الجوائز, ونظرا لكبر سني فإن نومي متقطع, وصحوت في الثانية والنصف صباحا وجلست إلي الكمبيوتر, فوجدت رسالة تهنئنة من محمد حسين أبو الحسن الصحفي بالأهرام, رغم توقعي فوز شخص آخر لأسباب سياسية, لكني شعرت بالرضا, وفي السادسة صباحا أبلغت إبنتي اللتان تعيشان معي في البيت وفرحتهما الكبيرة أشعرتني بالفرحة الحقيقية, وأحمد الله أنني حصلت علي كل جوائز الدولة والجامعة, التشجيعية والتقديرية, وجائزة طه حسين الأعلي في الجامعة, ووسام العلوم من الدرجة الأولي. فمصر بلد معطاءة, والنظام السياسي السابق هو الذي أفسد كل شئ.
{ هل يرضيك أكثر أن يكون اسم الجائزة النيل بدلا من مبارك؟
أتمني أن تسمي جائزة النيل الكبري, لأني أتوقع أن تصدر إحدي الدول الإفريقية جائزة باسم النيل الكبري, ومصر هي الدولة الكبري, ولابد أن تكون هذه الجائزة باسمها, واسم النيل عندي أفضل من مبارك, فلا يجب أن ترتبط الجوائز بأشخاص, فليس هناك شخص يمثل مصر, فلم يكن من حق مبارك اختصار مصر في شخصه, ومصر يجب أن تتصرف بأحسن مما كانت, ودعنا من الناحية الاقتصادية لأنها تتقلب, ومكانة مصر المعنوية لايستطيع أن يقفز عليها أحد, ويجب أن تكون مصر علي هذا القدر, وأيام مبارك لم تكن هكذا, ومصر ستعود قاطرة للعالم الثالث.
{ هل أنت مع إعدام مبارك؟
لأ.. مبارك كان رمز للبلد, ولا يجب هدم هذا الرمز.. حتي لو فسد ؟
هو فسد وشجع علي الفساد, إنما لاتزال هناك مصر بقيمها
{ ما أفضل عقوبة له بتقديرك ؟
أعتقد أنه يتلقي عقوبته الآن, فقد كل شئ وهذه عقوبة قاتلة, وزوجته وأولاده أيضا عقوبة, سلطهم الله عليه, وأي إنسان يمكنه تحمل أي شئ علي نفسه, لكنه لا يتحمل أي شئ علي أولاده, لكن الله أعطاه هذه الزوجة والأولاد كعقوبة, زوجته ساهمت في إفساد أولادهما, وهذا كله إنصب في آخر ال
...
قراءة التالي »