بينما أغارت قوات الأمن السورية علي مظاهرات في مدينة درعا جنوبي البلاد, حيث احتجزت عددا من المتظاهرين الذين خرجوا في احتجاجات مناهضة للحكومة أمس.كما انطلقت مظاهرات من مدينة حمص وسط سوريا, وإدلب قرب الحدود مع تركيا.
وقال نشطاء إن القوات الموالية للرئيس السوري, أطلقت الذخيرة الحية لتفريق احتجاجات تطالب بإسقاطه, في مدينة دير الزور بشرق البلاد, وفي سهل حوران بالجنوب بينما اندلعت مظاهرات في أماكن عدة.
ودعا النشطاء لمسيرات احتجاجية حاشدة في أعقاب صلاة الجمعة, في كافة أرجاء سوريا, في تحد قوي للحملة الحكومية الشرسة ضد المظاهرات, التي تسعي للإطاحة بالرئيس بشار الأسد. وأطلقوا عليها مسيرة جمعة بشائر النصر, وأوضحوا أن النصر يلوح من المناطق المنشقة علي النظام, والتي تستهدفها هجمات الجيش.تأتي الدعوة لهذه التظاهرات, بعد يوم من دعوة واشنطن وعدة عواصم أوروبية الرئيس بشار الأسد إلي التنحي عن السلطة.
جاء ذلك في الوقت الذي تعهد فيه الرئيس الأسد, للعالم بأنه أوقف حملته علي الاحتجاجات الشعبية, الممتدة منذ خمسة أشهر.
وقال الأسد للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون, هذا الأسبوع إن عمليات الجيش والشرطة توقفت.
لكن اتحاد تنسيقيات الثورة السورية, وهو جماعة نشطاء قال إن محتجين أثنين قتلا في حمص وبلدة شمال شرقي دمشق أمس, وأطلقت قوات الأمن نيران الأسلحة الآلية, في حماة لمنع خروج مظاهرة.
فيما نفي مصدر رسمي سوري, الأنباء التي تحدثت عن حدوث انفجارات في مقر الفرقة الرابعة التي يقودها العميد ماهر الأسد, وأكد أن هذه الأخبار عارية عن الصحة تماما.
وقال المصدر, إن الأخبار التي تحدثت عن حدوث انفجارات كبيرة في مقر الفرقة الرابعة, قرب معضمية الشام عارية عن الصحة تماما, مشيرا إلي أن هذه الأخبار تأتي في إطار الإشاعات التي تستهدف الجيش السوري والفرقة الرابعة تحديدا, منذ بداية الأحداث.
وعما تردد من أخبار عن انفجارات ضخمة وقوية دوت في مطار المزة, وحصول انشقاق كبير داخل الجيش السوري, وإعدامات بحق الضباط والجنود المنشقين, أكد المصدر, أنه لا صحة لها وأنها تأتي في إطار الحرب النفسية وحرب الإشاعات التي تستهدف سمعة الجيش والقيادة السورية.
من جانبها قالت بريطانيا وفرنسا والبرتغال وألمانيا أمس الأول, إنها ستبدأ في صياغة مشروع قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة, يفرض عقوبات علي سوريا. وقال فيليب بارهام نائب السفير البريطاني في الأمم المتحدة, بعد جلسة مغلقة للمجلس بشأن سوريا, نعتقد أن الوقت حان كي يتخذ المجلس خطوة أخري.
وقالت روزماري ديكارلو نائبة السفيرة الامريكية في الامم المتحدة, أن واشنطن أيضا تدعم اتخاذ إجراءات أخري, من مجلس الامن ضد سوريا.
علي الجانب الأخر, أتهم بشار جعفري, مندوب سوريا الدائم لدي الأمم المتحدة, الولايات المتحدة ودولا أخري أمس, خلال الاجتماع الذي عقده مجلس الأمن الدولي, بشن حرب دبلوماسية ضد بلاده.
وفي السياق ذاته, ذكرت وكالة إنترفاكس للأنباء أمس, نقلا عن مصدر بوزارة الخارجية الروسية, أن موسكو تعترض علي الدعوات الأمريكية والأوروبية, لتنحي الرئيس السوري بشار الأسد وتري أنه يحتاج وقتا لتنفيذ إصلاحات. ونسبت الوكالة إلي المصدر قوله, لا نؤيد مثل هذه الدعوات ونري أن من الضروري الأن إتاحة الوقت لنظام الأسد, لتحقيق كل عمليات الإصلاح التي أعلن عنها.
من جانبه, أعلن الناشط الحقوقي السوري محمد العبدالله, عن اعتزام المعارضة تأسيس مجلس انتقالي موحد, يضم مختلف الطوائف المعارضة داخل سوريا وخارجها.
وقال العبد الله ـ في تصريح لراديو سوا الأمريكي أمس ـ إن تأسيس المجلس الانتقالي, يهدف إلي الاستجابة للمطالب الدولية التي تدعو المعارضة إلي وضع رؤية محددة لمرحلة ما بعد الرئيس بشار الأسد. مضيفا أن المجلس سيمثل كتلة جديدة للمعارضة تضم مختلف أطياف المعارضة السياسية. وأوضح أنها محاولة لتشكيل ووضع رؤية محددة للثورة السورية, وتوضيح الفكر السوري للمجتمع الدولي. مشيرا إلي أن المجلس الانتقالي, سيعتمد في تشكيله علي التكنوقراط, وأن الكفاءة هي المعيار الوحيد الذي سيتم الاعتماد عليه في تشكيل المجلس, لوضع خارطة طريق للانتقال بسوريا إلي نظام ديمقراطي بأقل الخسائر الممكنة