لم يتجاوز عشرين يوما فقط, إلا أن طقس استقبال عمرو موسي المرشح المحتمل للرئاسة, قد طرأت عليه تغييرات كثيرة. ففي المرة الأولي ورغم شخصية موسي الكاريزمية التي منحته علي مدي سنوات من هجومه علي إسرائيل شعبية طاغية, كانت زيارته أقرب إلي مشهد سينمائي لرجل قادم من عالم الدبلوماسية والسلطة. أما في المرة الثانية فبدا المشهد وكأن موسي ليس فقط أحد السكان الأصليين الذين لم يفارقوا الحي, ولكنه مرشح جمهورية إمبابة لرئاسة مصر.
أهلا بك ياريس جمهورية إمبابة بترحب بيك, كان أبرز الهتافات التي دوت في الحي, علي مدي500 متر قطعها موسي من سيارته, ذات الدفع الرباعي السوداء, مترجلا من دون حراسة ووسط حشود السكان في شوارع جانبية ضيقة, وصولا إلي شارع جامع الصلاح حيث المائدة البسيطة التي أقامها سكان المنيرة.
في الطريق استوقف أحد الصبية الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية وطلب منه بثقة مفرطة في قدرته الإنتخابية بعد الثورة, تعهدا رئاسيا بإنشاء مركز شباب بالمنطقة, فربت موسي علي كتفه ووعده بتنفيذ طلبه وقيامه بافتتاح المركز حال فوزه, وهو ما بدد توتر الصبي الذي قال فرحا ربنا يخليك ياريس.
صعد موسي إلي المنصة, قبل رفع أذان المغرب بعشرون دقيقة وسط تصفيق حاد من السكان الذين اعتلو الأسطح والشرفات, قائلا أنا موجود بينكم اليوم لأستمع إليكم وأعيش مشاكلكم وأعمل علي حلها, ثم داعبهم بخفة ظله المعهودة قائلا: المغرب أذن ولا لسه, فردوا باقي خمس دقائق, فقال هنفطر ولا هنتكلم, فردوا الاتنين ياريس.
وبعد تأديته صلاة المغرب بالمسجد المجاور, جلس بين سكان الحي وتناول الأفطار, ثم صعد إلي المنصة ليدور حديث ذو شجون عن العشوائيات والفقر والبطالة والصحة والتعليم, لم يقطعه غير صوت المطرب شعبان عبد الرحيم, الذي أفلته مواطن فجأة من إحدي السماعات الكبيرة, ليتراقص الحاضرون علي أنغام بحب عمرو موسي عشان راجل أصيل وقايلها زمان في غنوة أنا بكره اسرائيل.. لو شفت عمرو موسي هتحس أنه أخوك أو صاحبك أو زميلك أو عمك أو أبوك.. بحب عمرو موسي الطيب الحسيس وإن شاء الله هينجح وهوه ده الرئيس.. وهيييه هيييه