ابو بلال السيناوى
السلام عليكم ورحمة الله وبركات

كتاب "رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين" للإمام النووي رحمه الله من أجمع وأروع الكتب المبوبة في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد وضع الله له القبول لدى عموم المسلمين. 
كان هذا الكتاب من أول الكتب التي اقتنيتها في حياتي قبل ما يزيد على عقدين من الزمان وقد رجعت له اليوم بعد طول غياب ففرحت به وكأنه فرح بي! ووجدته عاتباً عليّ أن هجرته إلى الشبكة والاسطوانات المدمجة! 
لقيته لقاء صديق حبيب لصديقه فقال لي: تفضل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت له: جزيت خيراً، من أجله وأجل الذكرى جئت إليك.
قال لي: ما فعل الله بك يا فتى طوال هذه السنين؟ 
قلت له: علم ذلك عند ربي في كتاب لا يضلّ ربي ولا ينسى! 
وقلت له: إن الله رحمني كل سنة برمضان حين يأتي فأحاول إصلاح ما فسد وجبر ما انكسر وأعزم عزماً أكيداً وجديداً على مواصلة المسير على خطى البشير النذير. 
وقلت له: ما أن يأتي رمضان وأرى الإقبال والإخبات من نفسي وغيري إلا تذكرت قول الله عز وجل في سورة الروم: "فانظر إلى آثار رحمة الله كيف يحيي الأرض بعد موتها"

قلبت صفحاته فوجدتني قبل سنين أشّرت على عدد من الأحاديث في باب "حسن الخلق" فأحببت أن أتذكرها وأتذاكرها معكم:

عن أنس رضي الله عنه قَالَ : مَا مَسِسْتُ دِيبَاجاً وَلاَ حَرِيراً ألْيَنَ مِنْ كَفِّ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَلاَ شَمَمْتُ رَائِحَةً قَطُّ أطْيَبَ مِنْ رَائِحَةِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، وَلَقَدْ خدمتُ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم عَشْرَ سنين، فما قَالَ لي قَطُّ : أُفٍّ، وَلاَ قَالَ لِشَيءٍ فَعَلْتُهُ : لِمَ فَعَلْتَه؟ وَلاَ لشَيءٍ لَمْ أفعله : ألاَ فَعَلْتَ كَذا؟ متفقٌ عَلَيْهِ.


وعن النَّوَاس بنِ سمعان رضي الله عنه قَالَ: سألتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن البِرِّ وَالإثم، فَقَالَ: (( البِرُّ حُسنُ الخُلقِ ، والإثمُ مَا حاك في صدرِك ، وكَرِهْتَ أن يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ )) رواه مسلم .


وعن عائشة رضي الله عنها قالت: سَمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( إنَّ المُؤْمِنَ لَيُدْرِكُ بحُسْنِ خُلُقِه دَرَجَةَ الصَّائِمِ القَائِمِ)) رواه أَبُو داود .


وعن أَبي أُمَامَة الباهِليِّ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( أنَا زَعِيمٌ ببَيتٍ في ربَض الجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ المِرَاءَ وَإنْ كَانَ مُحِقّاً، وَبِبَيْتٍ في وَسَطِ الجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الكَذِبَ وَإنْ كَانَ مَازِحاً، وَبِبَيْتٍ في أعلَى الجَنَّةِ لِمَنْ حَسُنَ خُلُقُهُ)). حديث صحيح، رواه أَبُو داود بإسناد صحيح.


أصلح الله حالي وحالكم وهدانا جميعاً صراطه المستقيم.