5:03 PM العصماء تكتب | مرحلة خلع البنطلون | |
كتبت - العصماء محمد هاني أحلى حاجة في مشاوير المدينة القاهرية هؤلاء السائقين الذين قال عنهم خالد الخميسي في كتابه العبقري " تاكسي " : ( أحد ترمومترات الشارع المصري الصايع ) , لا بأس في أن تركب تلك المركبة البيضاء صاحبة العداد , التي تحتمي فيها من زحمة وصراع الميكروباصات وزنقة عربات المترو , ولا بأس ان يبقى فاهي مفتوحا من الإذبهلال من حالة الفلسفة العالية التي أصل فيها مع السائق الغلبان طحن , فأتوقف للحظة لأني لا أستطيع مجاراتك ولا أستطيع مجاراة عدادك !
" البلد دي مستحيل تقع أبدا يا آنسة ... عارفة ليه ؟؟ ... أقولك أنا ليه .... شوفي حضرتك الدماغ دي متركبة إنها بتحب ربنا , وعندها إيمان ودين وتدين , الناس التانين في الدول التانية بتدور على حجات تانية , بس دايما المصري بيدور على ربنا , عشان كده لا يمكن ربنا يسيب البلد دي تضيع ..... وطول ما الناس دي في التحرير محدش هيستجري من المسئولين إنه يعمل حاجة غلط ... واخدة بالك م حضرتك ؟ " آه طبعا وواخدة بالي من العداد كويس أوي ! ولعل الله خلق المصريين طبقات ثورجية معينة , وإنك لتندهش أن تلك التقسيمة لا يمكن أن تجدها في دولة شقيقة أخرى , بدءا من تلك الطبقة التي تتصدر لأي هجوم أو قلة أدب من الشرطة والتي يراها البعض بلطجية نظرا لملابسها الرثة وأشكالهم اللي مش ولا بد , وصعودا لطبقة نشر الحقيقة التي تحمل كاميراتها وأي بادها ولاب توباتها وآي فوناتها , وحتى طبقة الموجهتية التي تتسلم الدفة من على الفيس بوك وتويتر والذي منه , وحتى طبقة النخبة التي تتسلم أدوار البطولة في الإعلام . جميعنا كنا مخدوعين عندما اعتقدنا أن قطع رأس الأفعى يحل المشكلة , ولكنه للأسف عقدها أكثر وصرنا نمر بمراحل لا مؤاخذة مش كويسة , كلها توتر وخوف وعصبية واتهامات , لم نعد نستبين الحقيقة بسهولة , في الوقت الذي كنا فيه نعرف من هو عدونا ومن هو حبيبنا , تحولنا لأن نرى البني آدم عالي المستوى الذي كان يحيي دماء الشهداء على تليفزيون النظام السابق , صار الآن وبنفس تلك اليد التي اعتقدنا لوهلة أنها طاهرة , يلوح بإصبعه تهديدا للثوار الذين اعتصموا في شمس يوليو , تركوا مصايفهم وفسحهم ومصالحهم ليثبتوا أن الثورة ليست في الشتاء فقط .! ولا أخفيك القول أنني للحظات أعتقدت أن السيد الفنجري بيلعابلنا حواجبه , ولكني أستغفرت الله لأن صوباعه أيضا كان شغال في نفس ذات الوقت مما يدل أن الأمر لم يقتصر فقط على مجرد التسبيل . عمنا بلال فضل بيقول في كتاب " سكان مصر الأصليين " : ( أعتقد أننا نعيش الآن في مرحلة خلع البنطلون ... أيوة متستغربش كلامي , لعلك قرأت قصة ذاك الشاب ابن الناس الذي أوقفه الضابط في لجنة بشرم الشيخ ومسح بكرامته الأرض وطلب منه أن يخلع البنطلون لكي يعتدي عليه .. أعتقد أن السكان الأصليين لمصر يعيشون الآن مرحلة خلع البنطلون التي يمر بها أي شخص يخلع البنطلون في لجنة ويظل لدقائق تمر كأنها قرون يفكر .. هل سيأذن له القدر بلبس البنطلون على خير أم سيعتدي عليه القدر شر إعتداء ؟ ) مصر الآن مطلوب منها أن تخلع بنطلونها , مطلوب منها أن تستسلم وتسكت وتخرس وعملية الإعتداء شغالة الله ينور , والعداد بيجري بالأيام والسنين , أن يعود ذاك السائق أخرسا مذلولا محرمة عليه الفلسفة البريئة غير الهادفة لأي سبيل للرذيلة , بعد ما لبست البنطلون وسترت نفسها من الفساد وربطت الحزام وشدت عليه جامد وعاد ظهرها منتصبا ورأسها مرفوعا , تطلب منها اللجنة المشرفة أن تخلعه وهي تلوح بالسبابة محذرة أن يتحول التلويح بالوسطى !! من الجنون أن نعتقد أن مرحلة خلع البنطلون اللعينة ستمر بسلام ! | |
|
مجموع المقالات: 0 | |